سحر الاتيكيت

بقلم د /أماني مرسال

يعتقد البعض أن الاتيكيت يقتصر على المظهر الخارجي و طريقة تناول الأكل و الملابس فقط ولكن في حقيقة الأمر الاتيكيت يدخل في كل تفاصيل الحياة بداية من طريقة الكلام مرورا بطريقة التعامل مع الاخرين واداب الطعام والزيارات وحتى لغة الجسد ، يدخل فيها فنون الاتيكيت
فالحضارة لا تقاس أبدا بالتقدم التكنولوجي فحسب و لكن بالرقي الإنساني في المقام الأول و لكن وبكل أسف نجد أن التقدم التكنولوجي يقابله تأخر أخلاقي و إنساني لذا فنحن في أمس الحاجة إلى العودة لاتباع قواعد الاتيكيت
و الاتيكيت ليس رفاهية أو نمط اجتماعي يخص طبقة دون أخرى كما يظن البعض و لكنه ضرورة اجتماعية ملحة لنهضة المجتمع ورقيه ، فالجمال الداخلي المتمثل في اتباع الاتيكيت يعد من اهم أسرار التقدم والنجاح ،
كما يظن البعض أيضا أن فنون الاتيكيت من فنون التعامل المستوردة من الخارج والغريبة علينا لذا نجد الكثير يرفضونه ولا يقبلون عليه و لكن في حقيقة الأمر
إن الاتيكيت وقواعد السلوك و مراعاة الٱداب العامة كل ذلك مأخوذ و مستوحى من الإسلام كأداب الاستئذان و ٱداب الزيارة و إكرام الضيف والإحسان إلى الجار حتى تقديم الهدايا و التبسم والكلام الطيب كل ذلك مما ورد في السيرة النبوية الشريفة ،
ولكن ما نود توضيحه بداية ماأصل كلمة اتيكيت ؟
الاتيكيت كلمة فرنسية تعني البطاقة و هي إشارة إلى التعليمات الإرشادية في خلف بطاقات الدعوة او التعليمات المذكورة عند زيارة بعض الاماكن ، فاشتقت منها للدلالة على القواعد العامة الاجتماعية و السلوكية و اللباقة و حسن التصرف في المواقف المختلفة
أما عن تعريفه الإصطلاحي فيقصد به الذوق العام و فن التعامل مع الٱخرين بسلوك راق ، بداية من احترام النفس و مراعاة حقوقها و مرورا باحترام الٱخرين و حسن التعامل معهم و مراعاة مشاعرهم
كما يعتبر الاتيكيت علم من العلوم له قواعده و أصوله وفروعه و هو انعكاس لسلوك الإنسان الشاملة و ثقافته و مرجعيته التي غالبا ما تختلف من فرد لفرد و من مكان إلى آخر ، ومن مجتمع إلى مجتمع
كذلك فإن اتيكيت الفرد يرتبط ارتباطا وثيقا بدرجة تهذيبه و أخلاقياته و قدرته على ترك انطباع جيد لدى الٱخرين و من أول وهلة
ولأهمية الاتيكيت و أثره البالغ على حياتنا اليومية و في تعاملنا مع أنفسنا و مع الٱخرين سواء في مجال العمل او العلاقات الإنسانية سنقوم بتوضيح كل ذلك بشيء من التفصيل والإيضاح وكل على حدة في مقالات أخرى قادمة