القاهرية
العالم بين يديك
Index Banner – 300×600

«كوكو شانيل» هديه العيد لمحبي الأسطوره الأستعراضيه شريهان

87

 

كتبت د/رانده شحاته

طرحت منصة “شاهد” مسرحية “كوكو شانيل” التي تعود بها الفنانة شريهان إلى جمهورها بعد غياب طويل.

وكتبت شريهان عبر حسابها على Twitter، قائلة: مقولة أضفتها إلى قاموسي.. “الأبطال الحقيقيون لا يصعدون إلى خشبة المسرح، الأبطال الحقيقيون وراء الكواليس”.

وأضافت: “شكرا شكرا شكرا إلى كل بطل مبدع حقيقي كان خلف خروج مسرحية كوكو شانيل من أصغر عامل وصولا إلى المخرج الرائع الأستاذ هادي الباجوري”.

ومسرحية “كوكو شانيل” من تأليف مدحت العدل، وإخراج هادي الباجوري، وتجسد شريهان في هذه المسرحية شخصية كوكو شانيل، صاحبة الاسم اللامع في عالم الأزياء، والتي رغم شهرتها الكبيرة كانت بدايتها متواضعة، فهي ولدت في منزل فقير، وبعد وفاة والدتها تم إرسالها إلى دار للأيتام، وبدأ العمل على المسرحية قبل 5 سنوات ويضم فريق العمل أسماء هي الأفضل والأهم في مجالها

ساعتان مدة المسرحية، ساعتان من تأكيد عظمة شريهان النجمة، بالتداخل والذوبان الجمالي مع عظمة شانيل وشقائها. تُخرج من أليم ما عانت وتحمّلت، قدرة رهيبة على أداء الشخصية كالتشرُّب، كما يفعل القطن فور وقوع الماء في قبضته. كانت كوكو غبريال شانيل المتروكة في ملجأ الدير. كانت روحاً فنية حائمة في العلا، كتلك الحالمة العنيدة، روح فرنسا في الموضة وثورتها.

فكرة شريهان، تهديها «لعموم المرأة في العالم». ترفض طفلة من هذا الزمن أن تخبرها جدّتها حكاية «سندريلا» أو «الأمير الصغير». تشعر بالملل وتبحث عن متعة. فتصطحبها الجدة (حنان يوسف) في رحلة صعود واحدة من أهم شخصيات القرن الماضي. يفتتح المسرحية مشهد «بياعة البرانيط»، وبلوحة استعراضية راقصة (مصمم الاستعراض هاني أباظة)، تتراءى النشأة القاسية لفتاة تخلّى عنها الرجل الأول في حياتها: والدها. صرامة تربيتها في الدير لم تقصّ جناحيها، فولدت الأحلام من صميم القسوة.

شخصية قوية، اندفاعية، أو كما لفتت نظر المسيو كابيل (هاني عادل) الأرستقراطي في شوارع باريس. تعرّضها للسرقة وهي تبيع القبعات، وماضيها الملطّخ بالغناء في الملاهي الليلية، جعلاها تتمسك به كفرصة العُمر. تعرض عليه مشاركتها، فتبدأ الرحلة. هو الرأسمال، وهي الأفكار والتصميم والروح الثورية.

امرأة مختلفة، تقلب تقاليد المجتمع الفرنسي ونظام الدولة في الموضة، وتُدخل اللباس المريح، بدل الفساتين الثقيلة.ملهمة في شجاعة التعبير عن النفس وجرأة طرح الأفكار بنبرة عالية. أرادت اللباس مرادفاً لحرية الحركة، ومن عمق هذه القيمة، فكّكت أغلال النساء بإدخالها البنطال الواسع إلى خزائنهن، ذاع صيتها، إلى أن أطلقت «شانيل 5»، واحد من أهم العطور في العالم، ساحر الأنثى الباريسية.

تكمل الجدة الحكاية: يفترق الحبيبان، كوكو وكابيل، «راجل زي كل الرجال»شانيل جبروت وهشاشة. ومن الإحباط والغضب، يولد أعظم فساتينها، « «The little black dressتصميم يتجاوز الأقمشة نحو العقل والإنسانية.

تتخذ المسرحية مساراً آخر في الفصل الثاني. بديكورات ضخمة وتنفيذ بصري مبهر (منتج فني محمد حلمي، إشراف فني وديكور محمد عطية)، يرفض المجتمع الفرنسي كوكو شانيل لعلاقتها الغرامية بضابط نازي (أيمن قيسوني) والأرض نار وحصار. يعلو نقاش «الوطني والمجرم»، فيما العاشقان، وبدهشة مسرحية، يتجاوزان الجنسية والحدود واللغات والألقاب. في داخل كل لوحة غنائية، آلاف الكلمات السابحة في معانيها المُعبَّر عنها من دون نطق. تُحاكم كوكو، «إوعوا أبداً ترحموها، دمّروها»، وتُسلخ عن حبيب لمست إنسانه الداخلي، لا الانتماء العسكري. ثم تُنفى. مرة أخرى، إنها جولة مع الإحباط والانكفاء وذكريات الطفولة الملعونة. تلتقط المسرحية الانتباه كاملاً، كمن يجلس على كرسيه في مسرح «الموفبيك» (حيث صوّرت) تحت أضوائه وهيبة الاستعراضات. لا مكان على الجوانب. الجميع «مخطوف» بالمشاهدة.

كما عادت شريهان من حادث السير المرعب، فالمسرح بعد عُمر؛ تعود كوكو إلى محترفها وتصاميمها والطموحات الكبرى. تتصل جاكلين كيندي بينما باباراتزي أميركي (آسر ياسين) آتياً من الولايات المتحدة بعد انتشار أزياء شانيل فيها، يحاورها بسخافة عن سنّها وثمن عقد اللؤلؤ على المانيكان. تتحصّن من المضايقات فتطرده ببرودة، مقفلة الباب على سرعة عطبها. لا يبقى سوى الأوفياء، كالمساعدة سيسيل (سمر مرسي)؛ ومواصلة الأحلام، وإن رفضها الشارع الفرنسي وجَلَد معنوياتها.

أبصرت باكراً أنّ العالم يتغيّر وأميركا أيضاً، فتبنّى أحفاد الكاوبوي نداءاتها. لم تكن كوكو شانيل صانعة موضة. كانت الموضة. وانتصار البساطة على المبالغة والإحساس على القاعدة. مُبهرة شريهان في تجسيد السيرة. دهشة عالميه.

قد يعجبك ايضا
تعليقات