هل تجزئ الأضحية بفرخة

بقلم فضيلة الشيخ أحمد على تركى

لم يأت الهلالي بهذا القول من كيسه، وإنما هو رأي قاله ابن حزم الأندلسي إمام الظاهرية، وقد استدل بما روي عن بلال رضي الله عنه :(ما أبالي لو ضحيت بديك) .وقد رواه عبد الرزاق [8156]و عن الثوري عن عمران بن مسلم [وهو الجعفي] عن سويد بن غفلة قال سمعت بلالا يقول:ما أبالي لو ضحيت بديك ولإن آخذ ثمن الأضحية فأتصدق به على مسكين مقتر، فهو أحب إلي من أن أضحي …وهذا إسناد متصل رواته ثقات لا أعرف أحدًا من أهل العلم طعن به.ولكن جمهور الأمة لم يعتدوا بهذا القول لأجل قول الله سبحانه :{وَلِكُلِّ أُمَّةٍ جَعَلْنَا مَنْسَكًا لِيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَى مَا رَزَقَهُمْ مِنْ بَهِيمَةِ الأَنْعَامِ}،وأن عمل الأمة جرى على الاقتصار على بهيمة الأنعام، في عصور السلف والخلف..بل وقد قال العلماء في عصور مرت بأن الأضحية لا تكون إلا من بهيمة الأنعام، ولا نعرف أحدا من العلماء تابع على الأخذ بأثر بلال رضي الله عنه فكان كالإجماع.حتى قال ابن رشد :وكلهم مجمعون على أنه لا تجوز التضحية بغير بهيمة الأنعام .إلاَّ ما حكي عن الحسن بن صالح أنه قال :تجوز التضحية ببقرة الوحش عن سبعة ، والظبي عن واحد .كما أن أثر بلال قد يحمل على أنه أراد بيان عدم وجوب الأضحية، فذكر مثالا بأنه قد يذبح ما لا يُجزء، بدليل تتمة كلامه (ولإن آخذ ثمن الأضحية فأتصدق به على مسكين مقتر، فهو أحب إلي من أن أضحي)نصيحة :قال بعض اهل العلم:من تتبع رُخص العلماء تزندق .أي: صار زنديقا من أخذ بكل قول أخطأ فيه عالم، أو شذ به.وقد ضحى الأمير المجاهد خالد القسري بزنديق، فنحر الجعد بن درهم مؤسس مقالة الجهمية في يوم الأضحى .

وقال: ضحوا تقبل الله ضحاياكم، وإني مضح بالجعد بن درهم

قال ابن القيم :

ولأجل ذا ضحى بجعد خالد الـ

ـقسري يوم ذبائح القربان

شكر الضحية كلُ صاحب سنة

لله دَرك من أخـي قربان