القاهرية
العالم بين يديك
Index Banner – 300×600

مغنية الكورس لتشيخوف بنكهة خالد جلال

116
كتبت د _ رانده شحاته
يستعد فريق عمل مسرحية “ليلتكم سعيدة” لافتتاح عروضه يوم الأحد القادم ١١يوليو على خشبة المسرح القومي بالعتبة، في تمام الثامنة مساءً.
تدور أحداث العرض في إطار تاريخي كوميدي وهو من بطولة ” محمد على رزق، مروة عيد، مريم السكري، بسنت صيام، نديم هشام، الحان المهدي “، تأليف واخراج خالد جلال.
كانت قد عرضت أون لاين في أغسطس الماضي، و هي مقتبسة من رواية «مغنيه الكوس» لتشيخوف و لكن بصياغة مصرية
ففي رواية تشيخوف لدينا ثلاث شخصيات: المغنية، والزوج والزوجة، ترتبط المغنية بالزوج في علاقة خاصة ويزورها في بيتها، وتفاجئهما الزوجة، يختبئ الزوج، بينما تنفرد الزوجة بالمغنية العشيقة وتستولي منها على كل ما لديها من أموال ومجوهرات، بحجة أن الزوج اختلس أموالاً من عهدته، لينفق على نزواته معها، ويتم القبض عليه إذا لم يسددها، ما سوف يؤثر على بيته وأولاده، ويؤدي إلى تشريدهم وضياع مستقبلهم، وتنتهي القصة عند هذا الحد.
التقط المخرج خالد جلال، روح القصة، وأضاف إليها الكثير من الأحداث والشخصيات ليصبغها بالروح المصرية، في عرضه الذي أعطاه عنوان “ليلتكم سعيدة”.
حيلة المخرج
القصة الأصلية والصياغة الجديدة، أو المعالجة المسرحية، ليست كوميدية، فمن أين تنبع الكوميديا إذن؟ بذكاء شديد اهتدى المخرج إلى حيلة ربما لجأ إليها في عروض سابقة له، وهي العودة للخلف واستلهام طريقة التمثيل التي كانت شائعة في أفلام الأربعينات والخمسينيات من القرن المنقضي، الأداء المبالغ فيه، واللغة المستخدمة وطريقة نطقها، وذلك كله أسهم في إنتاج الكوميديا.
لم يكن الاستلهام في طريقة الأداء وطبيعة اللغة وطريقة نطقها فحسب، بل تمثَّل كذلك في طبيعة الموضوع، الذي مرَّ علينا في أكثر من فيلم من أفلام تلك الفترة الباكرة، الرجل الوسيم، العاطل، “اللعوب”، وأسرته التي تسير على الخط نفسه في الدهاء والنصب، يلتقط راقصة أو مغنية أو أرملة ثرية، ويقيم علاقة معها مدعياً أنه ثري، بل يغدق عليها ببعض الأموال والهدايا، ثم أفراد الأسرة: الزوجة وشقيقتها وابنتها وخطيب ابنتها، الذين يدعون، بطريقتهم الخاصة، أنهم اكتشفوا العلاقة، ويبدأون في ابتزاز العشيقة، كل بطريقته، ليحصلوا منها على كل ما تملك، وهي تستجيب خوفاً من الفضيحة.
الزمن الذي تدور فيه الأحداث، زمن قديم, فجاءت الملابس، وتصفيف الشعر، مِن وحي ذلك الزمن، وكذلك الديكور (صمَّمه عمرو عبدالله) وهو عبارة عن صالة شقة من تلك الشقق التي كانوا يطلقون عليها في مصر “جرسونيرة”؛ أي المكان الذي يلتقي فيه الرجل عشيقته، سواء من حيث الصور المعلَّقة على الجدران، أو وجود “بار” في المدخل، وغيرها من التفاصيل التي تشير إلى طبيعة المكان وزمنه، فضلاً عن أن ملصق العرض نفسه جاء بلون “هاف تون”؛ ما يشير إلى أننا بصدد عرض يدور في زمن مضى.
قد يعجبك ايضا
تعليقات