القاهرية
العالم بين يديك
Index Banner – 300×600

التفوق العلمى وأثره فى تقدم الأمم ” الجزء الرابع”

92

 

إعداد / محمــــد الدكــــرورى

 

ونكمل الجزء الرابع مع التفوق العلمى وأثره فى تقدم الأمم، وعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال أصابت الناس سنة على عهد النبي صلي الله عليه وسلم أي شدة وجهد من الجدب وعدم نزول المطر، قال فبينما النبي صلي الله عليه وسلم يخطب في يوم الجمعة قام أعرابي فقال يا رسول الله، هلك المال، وجاع العيال، وانقطعت السبل فادع الله لنا، فرفع النبي صلي الله عليه وسلم يديه، فيقول أنس وما نرى في السماء قزعة أي قطعة سحاب يقول فو الذي نفسي بيده ما وضع يديه حتى ثار السحاب أمثال الجبال ثم لم ينزل عن منبره حتى رأيت المطر يتحادر على لحيته صلي الله عليه وسلم” رواه البخارى ومسلم، فسبحان الله العظيم، صعد النبي صلي الله عليه وسلم المنبر. 

 

وما في السماء من قزعة سحاب وما نزل إلا والمطر يتحادر من لحيته، فسبحان الله، إذا أراد شيئا فإنما يقول له كن فيكون، فيقول انس رضي الله عنه، مطرنا يومنا ذلك، ومن الغد وبعد الغد والذي يليه حتى الجمعة الأخرى، فقام ذلك الأعرابي أو قال غيره، فقال يا رسول الله تهدم البناء، وغرق المال، فادع الله لنا، فرفع النبي صلي الله عليه وسلم يديه وقال” اللهم حوالينا ولا علينا اللهم على الآكام والظراب وبطون الأودية ومنابت الشجر” فيقول أنس رضي الله عنه، فما يشير رسول الله صلي الله عليه وسلم بيده إلى ناحية من السماء إلا انفرجت، فتمزق السحاب فما نرى منه شيئا على المدينة وسال الوادي شهرا ولم يجئ أحد من ناحيته إلا حدّث بالجود.

 

فيقول تعالى فى سورة الروم “الله الذي يرسل الرياح فتثير سحابا فيبسطه في السماء كيف يشاء ويجعله كسفا فترى الودق يخرج من خلاله فإذا أصاب به من يشاء من عباده إذا هم يستبشرون وإن كانوا من قبل أن ينزل عليهم من قبله لمبلسين فانظر إلى آثار رحمة الله كيف يحي الأرض بعد موتها إن ذلك لمحيي الموتى وهو على كل شيء قدير” ويعد العلم هو سبيل اكتشاف العالم والكون وما يدور فيه من حولنا، وفهم تفاصيله واكتشاف أسراره، فالوصول لهذا العلم يعود بالنفع على جميع نواحي الحياة البشرية، حيث ساهمت العلوم الكونية الحديثة على حل مشكلات العديدة التي تواجه البشرية كتخليصه من الأمراض وحل مشاكل التغير المناخي على سبيل المثال. 

 

فتطور العلم وتقدمه يتيح لنا تطوير تقنيات جديدة وحل مشكلات علمية والوصول لقرارات صائبة في صالح الحياة والبشرية وتعمل على تحسينها، وبهذا تظهر ضرورة الحصول على العلم واكتسابه للإنسان، والتعليم والبحث عن المعرفة هو أساس اكتساب العلم، فالتعليم هو ما يمنح الفرد القدرة لفهم وجهات النظر وبناء الآراء حول مواضيع مختلفة وجمع المعلومات في مجالات متعددة وتفسيرها وتحويل هذه المعلومات إلى معرفة علمية دقيقة، وكذلك يتطلب التعليم الصبر الطويل والعمل الدؤوب، فما توصل له العمل من تقنيات حديثة واختراعات واكتشافات من حولنا لم يصل إليها العلماء إلا بشق الأنفس والصبر لزمن طويل من العمل والتجريب والاستمرار بعد الفشل. 

 

والإصرار على النجاح لتحقيق الإنجاز المرجو، ولهذا فإنه يقع على عاتق الحكومات والمجتمعات في العالم منع احتكار التعليم وتسهيله، حيث إن ازدهار التعليم في مجتمع يؤثر تراكميا على قوة الدولة وازدهارها، فكبرى دول العالم دوما ما تتصدر مجالات البحث العلمي، وإن من صور التطور العلمي في وقتنا الحاضر وأهم الاكتشافات التي توصل إليها العلم والتي أثرت بشكل كبير على الحياة البشرية وخدمتها، وكذلك اكتشاف بنية الحمض النووى حيث أصبح حجر الاساس في علوم الأحياء الحديثة، مما مكن من الوصول للعديد من التطبيقات العملية، كوضع بصمة الحمض النووي، والقدرة على تعديل المحاصيل الزراعية وراثيا، وإجراء اختبارات على الأمراض الوراثية.

قد يعجبك ايضا
تعليقات