القاهرية
العالم بين يديك
Index Banner – 300×600

بُني الإسلام على خمس ” الجزء التاسع “

79

 

إعداد / محمـــد الدكـــرورى

 

ونكمل الجزء التاسع مع بُني الإسلام على خمس، وإنه لا يستقيم لإنسان سعادة في الدنيا، ولا فوز في الآخرة إلا بتحقيق العبودية لله عز وجل، فمن أراد السعادة فليلزم طريق العبودية لله عز وجل بتحقيق أمره، وامتثال شرعه، والتلذذ بذكره، وإقامة حقه، وإنه قد فرض الله تعالى فرائض فينبغي للمؤمن أن يعتني به، وأن يعلم حدودها، ففي الصلاة قال صلى الله عليه وسلم “صلوا كما رأيتموني أصلى” فاحرص على أن تكون صلاتك على النحو الذي كان عليه عمل النبي صلى الله عليه وسلم، والزكاة بين الله عز وجل في كتابه فرضها، وجاء تفصيل ذلك في بيان النبي صلى الله عليه وسلم، فبيّن الأموال التي تجب فيها الزكاة.

 

وأنصبة تلك الأموال، والمقدار الواجب فيها، وبيّن صلى الله عليه وسلم مصارفها ومخارجها، فكل من خرج عن شيء من حدود الله في ذلك فإنه لم يأت بما فرض الله تعالى عليه، فاحرص على تعلم أحكام الزكاة في المال الذي في يدك، فمن كان صاحب نقود وأوراق نقدية فليتعلم من أحكامها ما يستطيع به أن يخرج زكاة النقدين، والأوراق النقدية، ومن كان صاحب ذهب أو فضة، ومن كان صاحب إبل أو غنم أو ماشية، ومن كان صاحب زرع، ومن كان صاحب تجارات، يحتاج إلى أن يتعلم من أحكام الشريعة ما يقيم به عبادة الله عز وجل، يتعلم ذلك بطلبه من الكتاب والسنة بنفسه إن استطاع، فإن لم يستطع فإن الله تعالى يقول. 

 

” فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون” وكذا الصوم تعلم من أحكامه ما تحقق به الصيام الذي يمنعك عن الزور في القول والعمل، فقال صلى الله عليه وسلم ” من لم يدع قول الزور والعمل به فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه” كذلك إذا قصدت بيت الله حجّا أو عمرة فتعلم من أحكام الحج والعمرة ما يحقق قوله صلى الله عليه وسلم “خذوا عني مناسككم ، لعلّي لا أراكم بعد عامي هذا” فعلمنا وحرص على بيان الأمر على وجه كامل، فلنأخذ من هديه فلنا من السعادة، لنا من النجاة، لنا من الفوز بقدر موافقة طريقه، وسلوك سبيله، وعليكم بصدق المعاملة مع الله عز وجل، واعتقاد أن كل العمل إنما هو سبب. 

 

والتوفيق بيد الله فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم “واعلموا أنه لن يدخل أحد منكم الجنة بعمله، قالوا ولا أنت يا رسول الله؟ قال “ولا أنا إلا أن يتغمدنى الله برحمة منة وفضل” وهذه ليس دعوة للكسل، ولا دعوة لترك العمل، إنما هو بيان أن هذه الأعمال أسباب موجبة لكنها لا تستقل بنيل الفوز وحصول المقصود إن لم يوافقها منّ الله بقبولها، ورحمة الله بالإثابة عليها، فكن متعلقا بالله، وإياك أن تعجب بعملك، فمهما كان عملك متقنا فحق الله أعظم، والذي له أكبر، وعملك مهما كان لا يوفي جزءا من إنعام الله عليك، فلو كنت لله ساجدا منذ أن خرجت من رحم أمك إلى أن يؤويك لحدك فإنك لن تفي الله في نعمة من نعمه.

 

فاشكر الله واعلم أن الفضل منه، يسلك بك سبيل الرشد، يعينك على الهداية، ييسر لك الطاعة، ثم بعد ذلك يمنّ عليك بقبولها، والإثابة عليها، ذاك كله فضله وإحسانه، فلتكن مُقِرًّا بفضله وإحسانه، وإياك أن تعجب بعملك، فليس شيئا منك إنما هو فضل الله، وأنت من توفيق الله لك قمت بما قمت به من الأعمال، فيا أيها الناس اتقوا الله تعالى، وتعلموا أحكام صلاتكم، حتى تؤدوها على الوجه المشروع، وتجنبوا المُبتدع فيها والممنوع، لتكون صحيحة مقبولة، فالصلاة عبادة عظيمة تشتمل على أقوال وأفعال، تتكون منها صفتها الكاملة، وهذه الأفعال والأقوال تنقسم إلى ثلاثة أقسام أركان وواجبات وسُنن.

قد يعجبك ايضا
تعليقات