القاهرية
العالم بين يديك
Index Banner – 300×600

والصبح إذا تنفس

101

بقلم / د.أماني مرسال

يقول المولى تبارك وتعالى في الٱية الثامنة عشر من سورة التكوير
(والصبح إذا تنفس )
أي بانت علامات الصبح وانشق نوره شيئا فشيئا

وهو قسم من رب العباد ولا يقسم المولى تبارك وتعالى الا بكل عظيم من آيات الكون
فالقسم هنا فيه إيذان بقدوم يوم جديد بكل ما يحمله من فرص جديدة و ٱمال عديدة فيبعث الأمل في النفوس ويحي الرجاء في القلوب
وكأن الصبح له قلب أرهقته الظلمة و أمسى وحيدا يعاني من وطأة الليل فبات صدره ضيقا من شدة الكربات، ثم اخيرا أذن الله له بالانفراجة فاستطاع التنفس والحياة من جديد

،(والصبح إذا تنفس ) :
توحي بعودة الحياة و الحركة والنشاط إلى جميع الكائنات على سطح الأرض من جديد بعد سكونها و ثبات حركتها أثناء عتمة الليل

(والصبح إذا تنفس )
تاتي معطوفة على قوله تعالى
و(الليل إذا عسعس )
أي حل وعم وانتشر وساد الظلام ،
والعطف بين الآيتين يفيد اليقين التام بأنه مهما انتشر الليل فلابد لنهار يزيل عتمته وضياء يشق ظلمته
إنها ليست كلمات ناعمة تبعث على التفاؤل وحسب بل إنها سنن كونية وقواعد إلهية
فالعسر لابد وأن يأتي بعده يسر والليل لابد وأن يعقبه نهار

فمهارة التفاؤل تعطينا المقدرة على مواجهة العقبات و الشدائد و مهما بدت الحلول مستحيلة في اعين البشر فالمتفائل له دائما وجهة نظر أخرى
يتمسك بالأمل و لا يراه و يعلم جيدا أن فرحته تولد من رحم معاناته وأن شمسه لابد لها من أن تشرق يوما ما بعد ان يبدد غيمات الحزن و الألم و تصفو سماؤه من جديد،

قد يعجبك ايضا
تعليقات