القاهرية
العالم بين يديك
Index Banner – 300×600

ولا بد للغائب أن يعود

99

بقلم د/ محمد بركات

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد:

من سنة الله في كونه تبدل الأحوال وتغاير الظروف وهذا حاضر في واقعنا لا ينتهي.

فعندما هاجر الرّسول الكريم (صلّى الله عليه وآله وسلّم) من مكّة إلى المدينة، في الطّريق عندما وصل إلى الجحفة، تذكّر وطنه مكّة، فهاج الشّوق في قلبه إلى مسقط رأسه، فنزل جبرائيل (عليه السّلام) وقال له: أتحبّ أن ترجع إلى موطنك ومسقط رأسك فقال الرّسول (صلّى الله عليه وآله وسلّم) نعم والله، فقال جبرائيل (عليه السّلام) إنّ المولى يقرؤك السّلام ويقول لك: ﴿ إِنَّ الَّذِي فَرَضَ عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لَرَآدُّكَ إِلَى مَعَادٍ قُل رَّبِّي أَعْلَمُ مَن جَاءَ بِالْهُدَى وَمَنْ هُوَ فِي ضَلاَلٍ مُّبِينٍ ﴾
[سورة القصص، الآية: 85] .

لقد خرج الرّسول (صلّى الله عليه وآله وسلّم) من مكّة يرافقه أحد أصحابه على ناقتَيْن إلى المدينة، لكن عندما تحقّق وعد الله (عزّ وجلّ) ورجع إلى مكّة فاتحًا، دخلها ومعه عشرة آلاف من الصّحابة، من المهاجرين والأنصار من الرّجّالة، وأربع مائة فارس على صهوات جيادهم مجهّزين بالعتاد والسّلاح، يحيطون به ويمنعونه من الأذى.

إنّ وعد الله لعباده المخلصين حقّ، فالمولى يفي بفضله وكرمه للمؤمنين ومن أصدق منه قولاً ووفاءً: ﴿ رَبَّنَا إِنَّكَ جَامِعُ النَّاسِ لِيَوْمٍ لَّا رَيْبَ فِيهِ إِنَّ اللَّهَ لاَ يُخْلِفُ الْمِيعَادَ ﴾
[سورة آل عمران، الآية: 9].

اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا وكن بنا وبالمؤمنين رؤوفا رحيما.

قد يعجبك ايضا
تعليقات