القاهرية
العالم بين يديك
Index Banner – 300×600

قذيفة الحزن القاتلة

117

بقلم خالد الدسوقي

الحياه دائما تحتوى لحظات كثيرة من الفرحة والسرور يمر بها الإنسان في حياته اليومية قد تكون نتيجة لنجاحه في مشروعا ما أو حبا زرع في قلبه أو نجاحا في اختبار دراسي لكن هذه الفرحة التى يعتريهاقلب الإنسان قد تتبدد بين لحظة وأخرى إلى حزنا شديدا فليست الحياة دائما تكون ورديه اللون قد يتحول هذا اللون الوردى إلى لونا رمادى اللون عندما ينقلب الدهر بتلك الحياة لدى الإنسان فذلك الحزن الذى يصيب الإنسان فيبدد فرحته الكبيرة إلى حزن يكون أشبه برصاصة مسمومه للغاية يحتوي تلك الرصاصه العديد من رماد البارود الممزوج بالسم قد لا تصيب رأسه ولا تصيب عقله بل تنطلق موجهه نحو قلبه مباشره كانها قذيفة صاروخية انطلقت من مدفع كبير تلك القذيفة القوية قد تتمثل بأشياء عده فقد تكون هذه القذيفة كلمات سيئة انطلقت من أفواه البشر وقد تكون وفاه شخص عزيز وقد تكون هذه القذيفة أيضا فشلا في النجاح في اختبار حياتى أو اختبارا دراسي قد تؤثر هذه الرصاصة المتمثلة بالحزن على الإنسان كثيرا لكن يظل دائما أكثر نوعا من هذه الرصاصة أكثر فتكا بالإنسان هو الحزن لوفاه شخص عزيز فكل شيء يمكن تعويضه في هذه الحياه الا وفاه الاحبه فكما يقولون دائماً الموتى لايعودون إلى الحياة فيظل الإنسان غارقا بحزنه لفراق عزيزه الذى احبه طيلة حياته منغلقا على نفسه قد يكره هذه الحياه بعد فراق هذا العزيز فيرى حياته أصبحت كالطريق المعتم الذى ليس به ضوء فلا يستطيع الشخص به رؤية الأشياء كأنما أصبح كالأعمى تماما
تلك هي عباراتى التى نطقتها شفتياى منهارا من الدموع عندما حضرت جنازه شخصا يسكن بجوارى كان هذا الشخص شابا يافعا يبلغ العشرين من العمر احب الحياه كثيرا فكان وجهه كثير التبسم بهيج الطلة يحب والديه كثيرا شديد الاحترام والتقدير إليهما دائم التعلق بالمساجد مجتهدا بدراسته أراد دائما أن يجعل والديه فخورين به وكذلك إخوته لكن القدر لم يسعفه لتحقيق أحلامه فقد توفي في حادث سير فحزن أبواه حزنا كثيرا فأخذ يذهبون لقبره كثيرا لايتوقفون عن الذهاب مهما كانت الظروف مرتدون الاسود عليه دائما
فما أغرب هذه الحياه فهى قصيره تعطينا أشخاص عزيزون ثم تأخذهم منا بعد ذلك
فمااشبه اليوم بالبارحة فالتاريخ يشهد بأمثالا مشابهه باشخاصا لبسوا الاسود والتزموا الحزن على احبائهم طوال حياتهم فهناك في الدوله العباسية كان هناك شخصا يدعى الإمام إبراهيم كان الشقيق الأكبر لكلا من الخليفه أبو جعفر المنصور و الخليفه أبو العباس السفاح وكان الإبن البكر للإمام محمد بن الحنفية حارب الامام إبراهيم بشجاعة ضد الخليفه الاموى مروان بن محمد فحقق عليه النصر بعدما استلم رايه القيادة فور وفاه ابيه الإمام محمد لكن هذا النصر كان مصحوبا بالحزن فقد توفي الإمام ابراهيم بعدما وضع قدم العباسيين في الخلافة فقام بالاختيار من بين اخويه ليصبح الخليفه الاول فوقع اختياره على أخيه الأصغر عبد الله الأصغر الملقب بأبو العباس السفاح و من بعده أخيه الأوسط عبد الله الاكبر الملقب بأبو جعفر المنصور فعندما توفي الأمام إبراهيم ارتدى نساء أسرته الاسود عليه فكانوا أول من ارتدى الزى الاسود للدلالة على الحزن على وفاه الأحبة
فرغم اختلاف الزمان والمكان والتاريخ بين الماضي متمثل في الحزن على وفاه الإمام إبراهيم وبين الحاضر متمثل في حزن الاسره على وفاه احد ابنائها لكن جمع الاثنين شيء مشترك هو الحزن لوفاه الاحبة .

قد يعجبك ايضا
تعليقات