تزكية الروح من خلال التحلي بالصبر”
كتب: رمضان رجب
سُبحان من أحل لنا الحلال وجعل البركةَ فيه، وبين لنا الحرام وحرمه كي لا نرتكب أخطاء الوقوع فيه، قبيل آذان المغرب بلحظات، يبقىٰ أمامك ما تشتهي الأنفس من أجود أنواع الطعام، ولكن مهما بلغت قوتك فلن تستطيع أن تمُد يديك إلىٰ طعامك رغم أنه حلال، إلا أن يأذن الله لك في معادك المُحدد أن يذهب فيه الظمأ، وتبتل فيه العروق، ليثبُت الأجر ويحين معه موعد الإفطار من جديد، حينها يملأ قلبك السكينةَ الذي به آمنت وعلىٰ رزقه الطيب أفطرت.
مع الصيام تعلّم أن تتجمَّل بالصبر فهو تزكيةً للروح، مُقويًا للعزيمةَ بداخلك، فهو تمرين للجسد ومن ثم تعود عليه حتىٰ في الأشهر القادمه، إلى أن يبقىٰ نهج تسير عليه في حياتك، كي تعّبر أيُّ صُعوبةٍ مهما بلغت قوتها يجب أن تتحلىٰ بفضائل الصبر العظيمة التي من خلالها تجد السهولةَ واليُيسر في كل عُسرٍ يلحق بك.
ليس الصوم عن الطعام والشراب بحسب، فمن الصوم التعلّم الشيء الكثير، ومن خلال نسماته يسطع نور في قلبك في كلّ مرة تتذكر لُطف الله بك، إلى أين وصلت مسارات حياتك بعد كل عُسر، وكيف انبثق الضياء في العتمة دائمًا، ولم ينطفئ إيمانك يومًا ولا خاب.
كذلك هىٰ الحياةْ، عمومًا ياعزيزي، إن كان هناك هدف أو حُلم يُراود تفكيرك ودائمًا ما تسعىٰ لهُ، فلن يحدث ما يدور في عقلك إلا أن يأمر الله لهُ بالوصل والوصول في معاده المُحدد التنفيذ فيه، فعلم أنك لا تُطيق أن تكون علىٰ حافة إنتظاره، فيُلهمك الصبر الذي به إزالة لكل رواسب الحياة.
طمأنينة للقلوب أنَّ هناك حلقة وصل دائمه بين السماءِ والأرض، لذا تيقن أنَّ لا حيلة في الرزق، من خلالها تعِيش مُصان الشعور من أيُّ أذىٰ يلّحقُ بك، مُتيقنًا أنتَ أنها أقدار تتم قادره علىٰ تغير حياتك بالشكل الذي رسمه الله لك ليُرضيك أنتَ، إطمئن فكرمه فوق المدى البعيد لطموح العبد، فقط عليك مُلاحقة عطاياه الكريم، تحلىٰ بالثبات في داخلُك فإنَّ ماشاء الله، كان، وما لم يشاء لم يكُن.