القاهرية
العالم بين يديك
Index Banner – 300×600

نائم رمضان هارب من الثواب والعبادة

130

 

 

بقلم السيد عيد ـــ ريشة غادة مصطفى

 اليوم التاسع عشر .. تبدأ رحلة سيد أفندى فى ثانى يوم رمضان بالذهاب لعمله في مصلحته الحكومية ويتقمص دور الرجل المهم ويتفق مع زملاءه على صعوبة العمل أثناء الصيام، وشعورهم بالنعاس والحاجة للنوم فمن يريد أن ينام فلينام والآخرين يتبنون كلمة فوت علينا بكرة يا سيد وسيد يأتى ثاني يوم وثالث يوم وبكرة لم يأتى والغريب هنا عندما يذهب المواطن لمصلحة حكومي ويجد الموظف في الحمام والآخر نائم بحجة أنه صائم.

ويبدأ يتفنن في كيفية الخلاص من الطابور فيقول لمواطن ورقك ناقص ويقول للآخر اشترى دمغة ويرسل غيره عند موظف ثانى ولو واحد ورقه كامل ومفهوش غلطة تجد سيد أفندى الموظف تحول الي خبير بصمات ويقول للمواطن الختم غير واضح اختم الورقة بختم واضح يا أستاذ وهنا يدخل المواطن في أدغال الروتين وتتحول الدنيا الي أحراش وغابات افريقيا الوسطي من كتر الطوابير والاحتكاك بالمواظفين وكأننا فى غابة وننتظر الفيلة ووحيد القرن يخرج علينا وبعد رحلة العناء والوقت السعيد الذى قضاه المواطن مع الموظف والعشرة الطويلة يقف علي شباك الموظف للمرة العاشرة يرد الموظف ويقول الخزنة أغلقت وعندما يسأل المواطن عن سبب إغلاق الخزنة يرد الموظف كل سنة وانت طيب رمضان كريم.

 

يعود سيدأفندى من عمله بعد رحلة النوم العميق داخل العمل ليجد أبنائه غارقون فى النوم  

أمينة: كويس انك جيت بسرعة كده يلا اغسل ايدك و اقعد اعمل السلطة.

سيد أفندى: والأكل ياهانم لسة ما خلصش ليه 

أمينة: يا سيد عمايل الاكل هتخلص بسرعة وبعدين لسه بدرى.

سيد أفندى: ايه ده طابخة ايه؟

أمينة: خمن ؟

معقوووووووووول اللى أنا شايفه ده !!! مكرونة بشاميل وفراخ ومافيش محشى انا باين انى دخلت شقة غلط بجد

ـ شوفت بقى علشان تعرف قيمتى،

تتوجه أمينة الى المطبخ وتغسل أطباق السحور و هى تسخن الطعام و تغرفه ثم تذهب لتضعه على السفرة وتفتح باب الغرفة لتجد سيد أفندى نائم والسلطة فى ايده.

 

فتوقظه وتقول له هروبك من الصيام بالنوم هروب من الثواب والعبادة، فإن كان النوم طيلة النهار في رمضان لا يفسد الصوم من الناحية الشرعية، إلَّا أنه استهتار وتضييع للأجر.

هذا غير جريمة نومك فى العمل ياسيد فالعمل والسعي والإجتهاد في سبيل لقمة العيش هو بحد ذاته عبادة وجهاد واستنزال لرحمة اللَّه عزَّ وجلَّ.

 

يذهب سيد أفندى ليساعد زوجته فى إحضار الطعام على وعد عدم النوم فى نهار رمضان ثم يتوجه لإيقاظ أبنائه فقد حان الآن موعد آذان المغرب.

قد يعجبك ايضا
تعليقات