القاهرية
العالم بين يديك
Index Banner – 300×600

نفحات إسلامية ومع الإستعداد لشهر رمضان ” الجزء العشرون “

80

إعداد / محمـــد الدكـــرورى

ونكمل الجزء العشرون مع الإستعداد لشهر رمضان، اتقوا الله، وبادروا بالخيرات ما دامت ممكنة لكم وميسرة لكم فإن الفرص لا تدوم وإن الحياة زائلة وإن العمل باقى على خيره أو وشره، واعلموا أن خير الحديث كتاب الله، وخير الهدى هو هدى محمد صلى الله عليه وسلم، وشر الأمور محدثاتها، وكل بدعة ضلالة، فعن عمرو بن العاص رضى الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال “فصل ما بين صيامنا وصيام أهل الكتاب أكلة السّحر” رواه مسلم، وعن زيد بن ثابت رضى الله عنه قال “تسحّرنا مع النبى صلى الله عليه وسلم ثم قام إلى الصلاة، قلت “كم كان بين الأذان والسحور؟” قال “قدر خمسين آية” رواه البخارى ومسلم، وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال: “كان لرسول الله صلى الله عليه وسلم مؤذنان بلال وابن أم مكتوم الأعمى، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم “إن بلالا يؤذن بليل، فكلوا واشربوا حتى يؤذن ابن أم مكتوم” قال ولم يكن بينهما إلا أن ينزل هذا ويرقى هذا” رواه البخاري ومسلم.

وعن سهل بن سعد رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال “لا يزال الناس بخير ما عجّلوا الفطر” رواه البخاري ومسلم، وعن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم “إذا أقبل الليل من ها هنا، وأدبر النهار من ها هنا، وغربت الشمس، فقد أفطر الصائم” رواه البخارى ومسلم، وعن أنس بن مالك رضى الله عنه قال “كان النبي صلى الله عليه وسلم يفطر قبل أن يصلي على رُطبات، فإن لم تكن رُطبات فتميرات، فإن لم تكن تميرات حسا حسوات من ماء” رواه الترمذى، فينبغى استعدادا لرمضان تنقية النفوس لأنك الآن تريد نفسا شفافة، وقلبا رقيقا للعبادة، فقلب مليء بالأحقاد ومقاطعات فلان وفلان، وأقارب قطعية رحم، ومع ناس من إخوانك في الله، ومن المسلمين، إذن، صحح العلاقة، وأقدم في إعادة الأمور إلى ما كانت عليه، وبادر أنت بالإصلاح، والقضية هذه فقط عائق نفسي يحتاج قفزة للتغلب عليه فقط لأن المسألة في كثير من الأحيان من الذي يبدأ؟ عندما يأتي رمضان.

يقولون رمضان قادم نحن فيه فلان وفلان ما نزورهم، وهذا فلان قاطعنا وفلان ما نكلمه، وفلان ما يكلمنا، وفلان ما اتصل، الاستعداد لرمضان الآن إعادة ما انقطع، اسمها صلة الرحم، لأنها تصل ما انقطع، نحتاج فعلا على أعتاب هذا الشهر إلى ترميم العلاقات الرحمية والأخوية بيننا وبين أي واحد قاطعناه بدون سبب شرعي، أما لو كان يُهجر مثله في الله، فلتزدد له قطيعة، وإن من الجود أيضا في هذا الشهر الكريم هو الجود بالصبر والاحتمال والعفو، وكذلك فإن الإيثار كان علامة من علامات الصالحين وسيماهم في هذا الشهر، وكم آثر منهم الفقير بطعام فطره يطرق الباب يقول مسكين، فيقول ابن عمر رضى الله عنهما أعطوه طعاما، يقولون ما عندنا إلا إفطارك، يقول أعطوه إياه، ويطرق الباب على أحمد مسكينا، فيقول أعطوه، فيقولوا ما عندنا إلا رغيف؟ فيقول أعطوه إياه، فبعضهم طوى اليوم واليومين جائعا لأنه آثر أخاه المسلم بفطره، واليوم من الذي لا يملك رغيفا؟ ومن الذى لا يملك ثلاجة فيها كذا نوع من الطعام.

ولذلك في بعض أنواع الصدقات انقرضت لأن الناس الآن عندهم تخمة، وعندهم أكداس، فإن الاستعداد بتفطير الصائمين ومن فطر صائما كان له مثل أجره، وكان بعض السلف إذا أراد يطبّق الحديث يبحث أن أصلح واحد، من كان له مثل أجره يقول هذا، أنظر لي واحد عنده صلوات، عنده قراءة قرآن، وعبادات، إنسان عنده دعوة وطلب علم، وعنده تفكر وذكر، من فطر صائما فله مثل أجره، ويعني مثل أجر الصائم، وهذا الصائم قد يكون عنده أشياء أخرى، هل هو له أجر صومه فقط أو أجر أعماله الأخرى؟ ولقد بحث العلماء هذه المسألة من فطر صائما فله مثل أجره، يعني مثل أجر صيامه، أو مثل أجره، يعني لو كان الصائم هذا في ذلك اليوم عمل أشياء أخرى من طاعات وعليها أجر، فهل يدخل في الحديث له مثل أجره فكانوا يتحينون الصلحاء للإفطار، وهذا لا يعني أن غيرهم لا يُسعى فى تفطيرهم، فربما فطرت إنسانا فيه ما فيه من التقصير لكن كان ذلك الإفطار سبيلا إلى استجلاب قلبه لطريق الخير، وقال بعض السلف.

” لأن أدعو عشرة من أصحابى فأطعمهم طعاما يشتهونه أحب إليّ من أن أعتق كذا وكذا” وقال أبو السوار العدوى “كان رجال من بني عدي يصلون في هذا المسجد، ما أفطر أحد منهم على طعام قط وحده، إن وجد من يأكل معه أكل، وإلا أخرج طعامه إلى المسجد فأكله مع الناس، وأكل الناس معه” فيقول النبي الكريم صلى الله عليه وسلم “لن تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا، ولن تؤمنوا حتى تحابوا” وإن عادة تفطير الصائمين في بيوت الله ينبغي أن يرافقها أمور مثل الدعوة الاحتسابية لهؤلاء الذين يجمعون من العمال والموظفين وغيرهم، من العازبين والذين لا أهل لهم، فلو سمعوا كلمة طيبة مع هذه الوجبة للإفطار لكان ذلك أمرا طيبا، فإن كثيرا منهم تعشعش عندهم أشياء من الجهل، بل من الشرك الأكبر، وليس فقط الأصغر، فلماذا لا يسمع كلاما في التوحيد؟ لماذا لا يسمع كلاما في العقيدة الصحيحة؟ لماذا لا يسمع كلاما في معنى العبادة في شروط لا إله إلا الله، لماذا لا يسمع كلاما في أركان الإيمان وأركان الإسلام، ولماذا لا يسمعون كلام.

في أشياء من شروط العبادات، وكثيرا ما يحصل بها جهل عندهم، وخصوصا الأعاجم هم الذين يغشون أكثر موائد الإفطار عند المساجد، فهل من زيادة في قضية العطاء غير الأكل، إن هنالك أشياء بلغتهم مطبوعة، أفلا يمكن توزيعها عليهم؟ وإن هنالك دعاة من بني جلدتهم وألسنتهم يمكن أن يفيدوهم، فلماذا لا يؤتى بهم؟ وإن الاستعداد ببذل الخُلق الحسن وبشاشة الوجه، والتقرب إلى الله في هذا الشهر الكريم بالأخلاق الكريمة، إنه شيء عظيم، فقال صلى الله عليه وسلم “إن من أحبكم إلي وأقربكم مني منزلا يوم القيامة هؤلاء من؟ أحاسنكم أخلاقا” وكذلك فإننا نحتاج أن نقطع قضية البطالة، والإكثار من النوم لأن هذا الوقت الذى تنام فيه محسوب عليك، وتخسره إذا لم تستثمره، إذا لم تستثمره تخسره، فليكن نومك على قدر الحاجة والباقى عبادة، ولا تقعدوا فراغا فإن الموت يطلبكم، فقال تعالى كما جاء فى سورة الكهف” واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغداة والعشى يريدون وجهه”

ويقول تعالى فى سورة التوبة ” يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين” ويقول تعالى كما جاء فى سورة لقمان ” واتبع سبيل من أناب إلى ” فإذن نكون مع الرفقة الطيبة، فقال الشافعى “طلب الراحة في الدنيا لا يصح لأهل المروءات، فإن أحدهم لم يزل تعبان في كل زمان” وقيل للإمام أحمد بن حنبل متى يجد العبد طعم الراحة؟ قال “عند أول قدم يضعها في الجنة” وهكذا هو الاستعداد ببذل الأوقات في رمضان في صلة الأرحام والزيارات الطيبة، وبذل المعروف، والبشاشة، والبشر، فهذا من الأشياء العظيمة التي لها أجر كبير عند رب العالمين، وإن اهتمامنا بصلاة الجماعة، والحرص عليها، لا نضيعه فجرا، ولا ظهرا، ولا عصرا، وهذه الصلوات من أكثر ما يضيع في رمضان، وإن من المؤسف أن نجد أنواعا من الاستعدادات عجيبة في هذا الشهر الكريم، فهذا استعداد أهل الآخرة، فما هو استعداد أهل الدنيا؟ إن استعداداتهم في الحقيقة استعدادات مخيفة جدا، فأنت ترى الآن دعايات وإعلانات وبمناسبة رمضان خصومات على المشاركة في القنوات، وخصومات بمناسبة رمضان.

قد يعجبك ايضا
تعليقات