القاهرية
العالم بين يديك
Index Banner – 300×600

« فضائل شهر شعبان وليلة النصف »

104

 

بقلم_فوزي زين الغزالي

 

الحمد لله رب العالمين ,. نحمده سبحانه ونستعينه ونستهديه , ونستلهمه . سبحانه الرشد والثواب , ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا , وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له , وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وسلم , وبعد …

فقد فضل الله سبحانه وتعالى بعض الشهور على بعض فجعل شهر رمضان من أفضل الشهور قال الله تعالى ” شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنْ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمْ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ ” البقرة 185

كما فضل بعض الأيام على بعض فجعل يوم الجمعة من افضل أيام الأسبوع فهو عيد المسلمين , وفيه تقوم القيامة .

وشهر شعبان هو الشهر الذي يأتي قبل رمضان فيقع بين شهر رجب وهو من الأشهر الحرم , وشهر رمضان الذي فيه ليلة خير من ألف شهر وهى ليلة القدر .

وقد خص الله شهر شعبان بفضائل عديدة فهو شهر ترفع فيه الأعمال إلى الله سبحانه وتعالى . وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصومه إلا قليلاً ويتبين ذلك من الحديث الذى رواه أسامة بن زيد : ” عن أسامة بن زيد رضي الله عنه قال : يا رسول الله ! لم أرك تصوم شهراً من الشهور ما تصوم من شعبان ؟ قال : ” ذلك شهر يغفل الناس عنه بين رجب ورمضان , وهو شهر ترفع فيه الأعمال إلى رب العالمين وأحب أن يرفع عملي وأنا صائم ” صحيح النسائي 1156

ويفهم من هذا أن الرسول صلى الله عليه وسلم كان يصوم شعبان إلا قليلاً , ولو يعلم المسلم ما في الصيام من فوائد عديدة لأكثر منه سواء فى شعبان أو فى غيره , فقد ورد فى الصحيحين أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال ” من صام يوماً في سبيل الله باعد الله وجهه عن النار سبعين خريفاً ” أي سبعين عاماُ .

• والشاهد من هذا أن الاعتدال هو منهج الرسول صلى الله عليه وسلم فلا إفراط ولا تفريط , ويفهم من هذا أيضاً أن صيام شعبان سنة , وليس واجباً , وأن الإكثار من الصيام من هديه صلى الله عليه وسلم .

• ليلة النصف من شعبان :

• من فضائل شهر شعبان أن فيه ليلة النصف من شعبان , وحكم صيام يومها مستحب , لأنه يوم من الأيام البيض الغر التى يستحب فيها الصيام ويندب .

والأيام البيض هى : الثالث عشر , والرابع عشر , والخامس عشر.

إحياء ليلة النصف من شعبان :

لقد أحدث الناس فى شهر شعبان بدعاً منها : الاحتفال بليلة النصف من شعبان , وذلك بتخصيصها بصلاة , وتخصيص يومها بصيام , ومما أحدثوه أيضاً : تخصيص دعاء بهذه الليلة يقومون بترديده جماعات , ولكن ذلك لا أصل له فى الشرع المطهر , ولم يحدث في عصر الرسول صلى الله عليه وسلم ولا في عصر الصحابة رضى الله عنهم من بعده .

ولو كان من هدي الرسول صلى الله عليه وسلم لوصل إلينا ولنقل لنا بالتواتر , ولم يصح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يقوم ليلة النصف من شعبان مع أصحابه فى المسجد النبوى .

فإذا أراد أي شخص أن يقوم هذه الليلة منفرداً فى بيته فلا بأس فى ذلك سواء فى هذه الليلة أو غيرها من الليالى .

• أما أن يجتمع الناس فى ليلة النصف من شعبان للتسابيح , أو الصلاة والرغائب فلا أصل لهذا , وليس من فعل النبي صلى الله عليه وسلم .

• وما رواه ابن ماجة من حديث علي بن أبي طالب رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال :

• ” إذا كان ليلة النصف من شعبان فقوموا ليلها , وصوموا نهارها , فإن الله ينزل فيها لغروب الشمس إلى سماء الدنيا فيقول : ألا من مستغفر فأغفر له , ألا من مسترزق فأرزقه , ألا من مبتلى فأعافيه , ألا كذا ،ألا كذا حتى يطلع الفجر .

فهذا حديث ضعيف , بل هناك من أهل العلم من حكم بأنه موضوع أي : مكذوب على علي وعلى الحبيب النبي صلى الله عليه وسلم , وحكم عليه الشيخ الألباني بالضعف في حديث سنن ابن ماجة . ( سنن ابن ماجة 1388 )

فالعاقل أخي المسلم هو الذي يعرف قدر الأيام التي يمر بها الآن , وفي هذه الحياة , قد تسلب الحياة في أي لحظة من اللحظات , ويود الإنسان أن لو عاد إلى الدنيا ليعمل صالحاً ؛قال الله تعالى :

« حَتَّى إِذَا جَاءَ أَحَدَهُمْ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ (99) لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحاً فِيمَا تَرَكْتُ كَلاَّ إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا وَمِنْ وَرَائِهِمْ بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ (100) » سورة المؤمنون 99 -100

فعاهد نفسك من الآن على التوبة وفعل ما أمرك الله به وترك ما نهاك الله عنه فمن صدق الله صدقه , واختر من الأيام ما يتناسب مع أريحيتك من قراءة قرآن , وصلة رحم , وقل دائماً : ” اللهم أعنى على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك ” وهذا ما علمه الرسول صلى الله عليه وسلم لمعاذ بن جبل رضي الله عنه أن يقوله بعد كل صلاة.

بارك الله لي ولكم في ما تبقى من شعبان , وبلغني وإياكم رمضان وجعل لنا جميعاً من ليلة القدر حظاً ونصيباً .

وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين والحمد لله رب العالمين

بقلم : فوزي زين الغزالي, من علماء الأزهر الشريف.

قد يعجبك ايضا
تعليقات