القاهرية
العالم بين يديك
Index Banner – 300×600

اقترب عيد الأم

127

كتبت/ رحمة محمد عبدالجليل
اعتدنا كمصريين الاحتفال بمناسبة عيد الأم فى اليوم الواحد والعشرين من شهر مارس من كل عام .
ومع انفتاح أفكار المجتمع سويا وقراءة عقول بعضنا لبعض بسهولة
بسبب انتشار صفحات التواصل الاجتماعى ومواقع السوشيال ميديا
قد لوحظ ظاهرة بالسنوات الأخيرة ، ألا وهى انتشار منشورات وكتابة موضوعات
تحثنا على الاحتفال بصمت وذلك مراعاة لمن توفيت أمهاتهم وعدم المبالغة فى انتشار منشورات أغانى و مدح محبة الأمهات لدرجة أنى قرأت للبعض على صفحتة الشخصية أنه أطلق على يوم عيد الأم
بيوم عيد الألم بسبب أن والدته قد توفاها الله ولا يحتمل أن يرى أحدا يحتفل به،
فإن كنا سنحكم على جميع أمورنا من منطلق ذلك الفكر والنهج فأيضا لا يجوز عمل احتفالات إذا لمولود جديد وذلك مراعاة من لم يرزقه الله بأطفال ولا يجوز عمل أحتفالات ومراسم للزواج مراعاة لمن تأخر بهم سن الزواج ،لا يجوز الأحتفال بأى نجاحات مراعاة من هو راسب. الخ … ، اذا وصل بنا الحال لذلك فأين القناعة وأين الرضا بالحياة ، فهل نسينا أن كل شئ بيد المولى عز وجل ؟! ولله ما أعطى ولله ما أخذ وكل شئ عنده بمقدار وبأجل مسمى فلنصبر ونحتسب بقضاء الله وقدره فى شتى أمورنا ،
وبالنسبة لموضوعنا بخصوص الاحتفال بعيد الأم
فحقيقى هذا شيء ضئيل لجميع أمهاتنا فمن لديه أم وجب عليه الاحتفال والشكر لله كل يوم هى بجانبه وليس يوم بكل عام ،
أما عن من توفيت أمهاتهم أعلم أنه أمر ليس بسهل ولكن هذا أمر الله وهذه هى سنة الحياة ،
كانت أمي دائما تحكى لنا فى يوم عيد الأم عن أمها وعن انجازاتها معها هى وأخواتها وكانت تدعونا أن نقرأ معها الفاتحة وندعو لجدتنا بالرحمه وتأتى بأجندة أرقام التليفونات وتبدأ بأتصال من كانوا قريبين من والدتها وتبدأ بالمعايدة عليهم جميعاً ،وأحيانا تشترى لهم هدايا وتقوم بزيارتهم، وفى سنة من السنوات قررت أن تحتفل بعيد الأم وسط دار رعاية مسنين وتأتى لهم بالهدايا لترى الفرحة بقلوبهم وبأعينهم، واعتبرت ذلك ترحم على روح والدتها الحبيبة وقالت لى أن تلك الأمور تجعلها تستمتع، وتشعر بوجود والدتها ومحبتها لها ،
ولكن لم أرها قط أو أسمعها تقول توفيت أمي ولا أريد أن أرى أو أحتمل أن يحتفل أحد بهذا اليوم
فأين هذه الروح الراضية والمشاعر النبيلة فى جيلنا الحالى ، هؤلاء من تربينا على أيديهن ، أما الناس حاليا ، فمشغولون فقط بما يملكه غيرهم و ما ينشر بمواقع التواصل الاجتماعي !.

قد يعجبك ايضا
تعليقات