القاهرية
العالم بين يديك
Index Banner – 300×600

نبذه عن عمران بن حصين ” الجزء الثانى “

209

إعداد / محمـــد الدكــــرورى

ونكمل الجزء الثانى مع الصحابى الجليل عمران بن حصين رضى الله عنه، وقد توقفنا معه عندما كان جالس فذكروا عنده الشفاعة فقال رجل من القوم، يا أبا نجيد إنكم لتحدثونا بأحاديث ما نجد لها أصلا في القرآن، فغضب عمران بن حصين وقال للرجل، قرأت القرآن، قال نعم، قال له، هل وجدت فيه صلاة المغرب ثلاثا وصلاة العشاء أربعا، وصلاة الغداة ركعتين والأولى أربعا والعصر أربعا، قال لا، قال له فعن من أخذتم هذا الشأن ألستم أخذتموه عنا وأخذناه عن نبي الله صلى الله عليه وسلم، أوجدتم في كل أربعين درهما درهم وفي كل كذا وكذا شاة كذا وفي كل كذا وكذا بعير كذا أوجدتم هذا في القرآن قال لا، فقال له فعن من أخذتم هذا أخذناه عن نبي الله صلى الله عليه وسلم، وأخذتموه عنا، وقال له فهل وجدتم في القرآن وليطوفوا بالبيت العتيق وجدتم هذا طوفوا سبعا واركعوا ركعتين خلف المقام أوجدتم هذا في القرآن، فقال لا، فقال له عن من أخذتموه ألستم أخذتموه عنا وأخذناه عن نبي الله صلى الله عليه وسلم، وقال ووجدتم في القرآن لا جلب ولا جنب ولا شغار في الإسلام قال لا .

قال إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم، يقول لا جلب ولا جنب ولا شغار في الإسلام أسمعتم الله يقول لأقوام في كتابه ” ما سلككم في سقر قالوا لم نك من المصلين ولم نك نطعم المسكين” حتى بلغ ” فما تنفعهم شفاعة الشافعين” قال حبيب أنا سمعت عمران يقول الشفاعة، وقد بكى رسول الله صلى الله عليه وسلم، لموقف من عمران بن حصين وقيل أن قريشا جاءت إلى الحصين وكانت تعظمه فقالوا له كلم لنا هذا الرجل، فإنه يذكر آلهتنا ويسبهم، فجاءوا معه حتى جلسوا قريبا من باب النبي صلى الله عليه وسلم، فقال “أوسعوا للشيخ” وعمران وأصحابه متوافرون فقال حصين ما هذا الذي بلغنا عنك، إنك تشتم آلهتنا وتذكرهم وقد كان أبوك حصين خيرا، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ” يا حصين كم تعبد من إله؟” قال سبعا في الأرض وواحدا في السماء، قال “فإذا أصابك الضر من تدعو؟” قال الذي في السماء، قال صلى الله عليه وسلم “فإذا هلك المال من تدعو؟” قال الذي في السماء، قال صلى الله عليه وسلم “فيستجيب لك وحده وتشركهم معه، أرضيته في الشكر أم تخاف أن يغلب عليك”، قال ولا واحدة من هاتين.

فقال صلى الله عليه وسلم، وعلمت أني لم أكلم مثله، فقال صلى الله عليه وسلم “يا حصين أسلم تسلم” قال حصين إن لي قوما وعشيرة فماذا أقول؟ فقال صلى الله عليه وسلم “قل اللهم إني أستهديك لأرشد أمري وزدني علما ينفعني” فقالها حصين فلم يقم حتى أسلم، فقام إليه عمران فقبل رأسه ويديه ورجليه، فلما رأى ذلك النبي صلى الله عليه وسلم، بكى وقال “بكيت من صنيع عمران، دخل حصين وهو كافر فلم يقم إليه عمران ولم يتلفت ناحيته، فلما أسلم قضى حقه فدخلني من ذلك الرقة” فلما أراد حصين أن يخرج قال لأصحابه قوموا فشيعوه إلى منزله، فلما خرج من سدة الباب رأته قريش فقالوا صبأ وتفرقوا عنه، وقال الحسن تذاكر سمرة وعمران بن حصين فذكر سمرة أنه حفظ عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، سكتتين، سكتة إذا كبر وسكتة إذا فرغ من قراءة ولا الضالين، فأنكر ذلك عليه عمران بن حصين فكتبوا في ذلك إلى المدينة إلى أبي بن كعب فكان في جواب أبي بن كعب، أن سمرة قد صدق وحفظ، وعن أبي قتادة قال قال لي عمران بن حصين الزم مسجدك قلت فإن دخل علي قال فالزم بيتك.

قال فإن دخل علي بيتي قال، فقال عمران بن حصين ” لو دخل علي رجل بيتي يريد نفسي ومالي لرأيت أن قد حل لي قتاله” ولقد كان لعمران عظيم الأثر في غيره، ويبدو ذلك جليا من هذا العدد الكبير من التلامذة الذين نهلوا من علمه، وتربوا على يديه، وكان منهم، بشير بن كعب بن أبي وكنيته أبو أيوب وهو من كبار التابعين، وبلال بن يحيى وهو من الطبقة الوسطى من التابعين، وتميم بن نذير وكنيته أبو قتادة وهو من كبار التابعين، وثابت بن أسلم وكنيته أبو محمد وهو من الطبقة دون الوسطى من التابعين، وحبيب بن أبي فضلان وهو من الطبقة الوسطى من التابعين، وحجير بن الربيع وكنيته أبو السوار وهو من الطبقة الوسطى من التابعين، وحسان بن حريث وكنيته أبو السوار وهو من كبار التابعين، والحسن بن أب الحسن يسار وكنيته أبو سعيد وهو من الطبقة الوسطى من التابعين، وحفص بن عبد الله وهو من الطبقة الوسطى من التابعين، والحكم بن عبد الله بن إسحاق وهو من الطبقة الوسطى من التابعين، وعن عمران بن حصين أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال “لا أركب الأرجوان ولا ألبس المعصفر ولا ألبس القميص المكفف بالحرير”

قال وأومأ الحسن إلى جيب قميصه وقال “ألا وطيب الرجال ريح لا لون له ألا وطيب النساء لون لا ريح له” رواه البخاري، وعن عمران بن حصين أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، رأى رجلا معتزلا لم يصل في القوم فقال يا فلان “ما منعك أن تصلي في القوم” فقال يا رسول الله، أصابتني جنابة ولا ماء، فقال صلى الله عليه وسلم “عليك بالصعيد فإنه يكفيك” رواه البخاري، وعنه أيضا رضى الله عنه، أنه قال ” صلى مع الإمام علي بن أبى طالب رضى الله عنه بالبصرة فقال، ذكرنا هذا الرجل صلاة كنا نصليها مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكر أنه كان يكبر كلما رفع وكلما وضع” رواه البخاري، وقد قال عمران بن حصين ” لوددت أني كنت رمادا تسفيني الريح في يوم عاصف حثيث” وعن عمران بن حصين قال افتدى يوم المريسيع نساء بني المصطلق وكان يتعاقلون في الجاهلية، وقال “ما مسست ذكري بيميني منذ بايعت رسول الله صلى الله عليه وسلم” وعن حفص بن النضر السلمي قال حدثتني أمي عن أمها وهى بنت عمران بن حصين أن عمران بن حصين لما حضرته الوفاة.

قال ” إذا مت فشدوا علي سريري بعمامتي فإذا رجعتم فانحروا وأطعموا” وكانت وفاته في سنة اثنتين وخمسين من الهجرة، ودفن بالبصرة، وينتمي الصحابي عمران بن حصين إلى قبيلة خزاعة فهو عمران بن حصين بن عبيد بن خلف بن عبد نهم بن سالم بن غاضرة بن سلول بن حبشية بن سلول بن كعب بن عمرو بن ربيعة وهو لحي بن حارثة بن عمرو بن عامر يكنى أبا نجيد، وأما عن حلف الفضول فهو الأحلاف الجاهلية التي شهدتها قبيلة قريش، حيث تم عقد هذا الحلف في دار عبد الله بن جدعان القرشي، وهو من أسياد قبيلة قريش وكان الحلف بين عدد من عشائر القبيلة في مكة المكرمة، في شهر ذي القعدة وذلك حدث بعد شهر من انتهاء حرب الفجار بين قيس عيلان وكنانة، وقد شهد الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، ذلك الحلف قبل البعثة حيث كان عمر الرسول صلى الله عليه وسلم عشرين سنة،حيث قال ” لقد شهدت مع عمومتي حلفا في دار عبد الله بن جدعان ما أحب أن لي به حمر النعم، ولو دعيت به في الإسلام لأجبت” وقد تم عقد حلف الفضول بين خمسة أفخاذ من قبيلة قريش.

وهم عشيرة بني هاشم بن عبد مناف، وعشيرة بني المطلب بن عبد مناف، وعشيرة بني أسد بن عبد العزى، وعشيرة بني زهرة بن كلاب، وعشيرة بني تيم بن مرة، وكان السبب الرئيسي من عقد حلف الفضول، هو عندما جاء رجل من منطقة ” زبيد ” وخرج في تجارة فاشتراها منه” العاص بن وائل” وكان له قدر كبير في مكة المكرمة وشرف فحبس حقه عنه، فقام بالاستدعاء عليه الزبيدي من خلال الأحلاف لقيامه بعق الدم وهم، مخزوم وسهم وعبد الدار وجمح وعدي، فقاموا بإعانته على “العاص بن وائل” وقامو بإنتهاره، فقام الأسدي بصعود جبل أبي قبيس خلال طلوع الشمس وقبيلة قريش في أنديتهم حول الكعبة المشرفة وقام بالنداء بأعلى صوته قائلا، يا للرجال لمظلوم بضاعته، ببطن مكة نائي الدار والنفر ومحرم أشعث لم يقض عمرته، يا للرجال وبين الحجر والحجر إن الحرام لمن تمت كرامته، ولا حرام لثوب الفاجر الغدر، وكان الذي قام بالدعوة الى حلف الفضول هو الزبير بن عبد المطلب القرشي، حيث قال ” ما لهذا منزل” فقام بالاجتماع كل من تيم بن مرة وزهرة وهاشم.

في دار عبد الله بن جدعان القرشي حيث كان سيد قبيلة قريش، وقام بصنع الطعام لهم ،حيث قامو بالتحالف في شهر ذي القعدة، فتم التعاقد والتعاهد بالله أن يكونوا يدا واحدة مع الشخص المظلوم على الظالم ليرجع إليه حقه ما بل بحر صوفة، وما رسا حراء وثبير مكانهم، وعلى التأسي في المعاش فقامت قريش وسمت هذا الحلف بحلف الفضول، حيث قالوا “لقد دخل هؤلاء في فضل من الأمر” ثم ذهبوا إلى “العاص بن وائل” فأخذوا ا منه تجارة الزبيدي ودفعوها إليه، حيث قال الزبير بن عبد المطلب القرشي، حلفت لنقعدن حلفا عليهم وإن كنا جميعا أهل دار نسميه الفضول إذا عقدنا يعز به الغريب لدى الجوار يعز به الغريب لدى الجوار أباة الضيم نمنع كل عار.

قد يعجبك ايضا
تعليقات