الدخول إلى رفح سيكون كارثة

https://alqahria.com/?p=249342&preview=true

القاهرية
قال لاجئون في رفح. كيف سنحارب حماس في الوقت الذي قد يتعرض فيه للأذى كثيرون من الغزيين غير الضالعين، الأمر الذي سيرفع منسوب الغضب العالمي وسيؤدي إلى وقفنا بصورة فورية

ولا تتحقق الانتصارات في الحروب بمعارك تكتيكية ولا بالعملية اللحظية، الرائعة في حد ذاتها، التي تم خلالها تخليص وتحرير اثنين من المخطوفين من داخل رفح. ما من شك في أن جنودنا قد حاربوا ببطولة باسلة، بتفانٍ وإقدام، وسط تعريض حيواتهم للخطر وإبداء مهارات مهنية من الدرجة الأولى. لكنّ هذا ليس كافياً. ثمة حاجة إلى سياسة استراتيجية بعيدة النظر، تأخذ في الحسبان جميع المخاطر التي قد تنشأ عقب دخول قواتنا إلى رفح، وبحسب هذه المخاطر يجب اتخاذ القرار بشأن ما ينبغي القيام به وكيفية التصرف. الرغبة في تقويض حماس بأي ثمن ليست كافية.

سأورد فيما يلي بعض الأسئلة وأعدد المخاطر التي ينبغي أخذها في الحسبان قبل الدخول إلى المخيمات في رفح.

1. هل محاولة نقل 1,4 مليون لاجئ إلى المناطق الآمنة، من منطلق الفهم بأنه ممنوع استخدام الأسلحة النارية، هي محاولة واقعية؟ ماذا سنفعل مع الكثيرين جداً منهم الذين سيقررون البقاء في مواقعهم، حيث هم؟ كيف سنحارب حماس في الوقت الذي قد يتعرض فيه للأذى كثيرون جداً من الغزيين غير الضالعين، الأمر الذي سيرفع منسوب الغضب العالمي ويقود، بالتالي، إلى وقفنا بصورة فورية؟

. إن نجحنا في نقل 1,4 مليون لاجئ إلى أماكن آمنة بواسطة مكبرات الصوت، المكالمات الهاتفية والمنشورات الملقاة من الجو، كما قال رئيس هيئة أركان الجيش، فهل تم الأخذ في الحسبان إمكانية أن تقوم حماس بإطلاق رشقات في الهواء والتسبب بحالة من الهلع الجماهيري العام؟ غالباً ما يحصل هذا في ملاعب كرة القدم بسبب الاكتظاظ الشديد، وفي رفح، للسبب ذاته، قد يتم دهس وقتل آلاف السكان والمسؤولية الكاملة عن ذلك ستقع على كاهلنا نحن. وماذا عن إمكانية أن يقرر كثيرون السير في اتجاهات أخرى، وليس في الاتجاهات التي نريدها نحن؟ نتحدث هنا عن 1,4 مليون إنسان ومسألة التحكّم بنقلهم/ انتقالهم من مكان إلى آخر هي مسألة إشكالية تماماً وفي غاية التعقيد

3. إذا ما حصلت هذه الاضطرابات فعلاً، فستخلق أزمة إنسانية، وعلى هذه أيضاً ستدفع إسرائيل ثمناً باهظاً جداً ـ بوقف القتال.

4. حتى لو قطعنا كل هذه العوائق بسلام، فإنه لمن الواضح تلقائياً أنه ثمة بين 1,4 مليون لاجئ الآلاف من مسلحي حماس، على الأقل، بل ربما عشرات الآلاف منهم، الذين فرّ جزء منهم من شمال قطاع غزة ومن جنوبه إلى مدينة رفح، بينما كان جزء آخر منهم في رفح دائماً، كل الوقت. أليس من الواضح لصنّاع القرار أن غالبيتهم الساحقة سوف تنضم إلى رحلة اللاجئين إلى الأماكن الآمنة ولن يكون بالإمكان التمييز بينهم وبين اللاجئين العاديين؟

5. كيف يمكن منع مسلحي حماس من الاستيلاء على المساعدات الإنسانية في لمناطق الآمنة التي سينتقل إليها اللاجئون الـ 1,4 مليون، كما استولوا في رفح؟

6. مَن الذي سيضمن لنا أن لا يقوم آلاف مسلحي حماس المذكورين، المختَلِطين وسط 1,4 مليون لاجئ، بالانتقال من المنطقة الآمنة من خلال الفتحات الأنفاق المنتشرة في كل مكان في قطاع غزة إلى الأنفاق لنعثر عليهم، بعد ذلك، مرة أخرى، في مدينة غزة، في جباليا، في الشجاعية (كما يفعلون اليوم أيضاً) وفي خانيونس؟

إذا واصلنا السير في هذا الطريق اللاعقلاني فسنتورط في وضع أمني أكثر صعوبة بكثير وسنصبح بُرْصاً منبوذين ولن نستطيع إعادة المخطوفين

Comments (0)
Add Comment