الأدوية المغشوشة و تجار الموت

 عبد اللطيف يكشف أسباب انتشار الأدوية المغشوشة و أضرارها على الصحة

 

حوار _نهال يونس ،د.ايمان بشير أبو كبدة

 

تشكل الأدوية المغشوشة تهديدا مباشراً لصحة المرضى نظرا لإحتوائها على مكونات مخلوطة بمواد خطيرة تسبب مضاعفات صحية شديدة قد تصل للوفاة، إلى جانب أن هذه المنتجات تتسبب في فقدان الثقة في الأدوية وفي النظم الصحية ،ومن هنا أجرينا هذا الحوار مع الدكتور أحمد لمعرفة

العوامل التي أدت لبيع الأدوية المغشوشة.

 

أولا حابين نتعرف على حضرتك

 

الدكتور أحمد عبد اللطيف صيدلي أعمل في مجال جودة الأدوية حاليا منذ أكثر من عشرة أعوام ،ولكن أعمل في مجال الأدوية منذ أكثر من ثلاثين عاما

أشغل منصب مدير إدارة الجودة بإحدى شركات التوزيع الكبرى في مصر وهذا في نطاق تخصصي مراجعة الأدوية الموجودة في الشركة والمستوردة وطرق حفظها والتأكد من سلامتها للتأكد من وصولها بصورة فعالة للمرضى والتأكد من عدم دخول أي صنف مغشوش أو مشكوك فيه لدورة الأدوية .

 

ما هي الأدوية المغشوشة؟

 

الأدوية المغشوشة هي الأدوية والمستحضرات الطبية من إنتاج منتجين غير مسجلين وغير مرخصين من قبل وزارة الصحة. هذه الأدوية والمستحضرات تباع تحت أسماء تجارية متنوعة. وتسوق هذه الأدوية والمستحضرات وكأنها الحل لكل المشاكل الطبية (مثل أدوية علاج التهاب الكبد الوبائي أو النحافة).

قدرت قيمة مبيعات الأدوية المغشوشة على مستوى العالم تصل إلى 85 مليار دولار أمريكي سنويا، وفق تقديرات منظمة الصحة العالمية،عشرة في المائة من هذا الأدوية في السوق الدوائي للدول العربية.

 

كيف اعلم إذا كان الدواء مغشوش؟

 

في رزمة الدواء والمعدات الطبية تنقص نشرة المستهلك باللغتين العربية والإنجليزية، على رزمة الدواء تظهر كتابة مع أخطاء إملائية ،لا يتم عرض تفاصيل ضرورية على الرزمة مثل اسم المنتج ،الصلاحية ،رقم دفعة الإنتاج، الدواء غير مسجل في مجمع الأدوية المصادق عليها من قبل وزارة الصحة ،والدواء مسعر جبريا ،وبالتالي إذا وجدت سعره أقل ففي الأغلب هو مغشوش.

 

_ما هي الأسباب التي دفعت البعض لغش الدواء؟

 

الأسباب التي دفعت البعض لغش الدواء في مصر، فاعتقد أن ارتفاع أسعار الأدوية والضغط على سوق الدواء المحلي بسبب نقص بعض الأدوية المستوردة والمواد الخام، قد شجع بعض التجار والصيادلة وغيرهم على تقليد أو تدوير بعض الأدوية المنتهية الصلاحية أو غير المطابقة للمواصفات. كما أن ضعف الرقابة وقدم القوانين والملاحقة القانونية للمخالفين قد سهل انتشار هذه الظاهرة، الربح السريع حيث تعد صناعة الأدوية التي تتوافق مع المعايير الدولية مكلفة وتستغرق وقتا طويلا، من التجارب و الاختبارات المكلفة. بينما الأدوية المغشوشة سريعة التحضير و مواد متوفرة و ضمان الربح السريع

 

_أين تباع الأدوية المغشوشة؟

 

تباع الأدوية المغشوشة في معظم الأحيان خارج الصيدليات، وبصورة عامة بالطرق التالية:

 

الإنترنت جزء ملحوظ من الأدوية التي تباع عن طريق الإنترنت هي مغشوشة وغير سليمة، أو كلاهما معاً. حتى إذا كان الدواء أصلي، فإن طريقة إرساله إلى البلاد، في ظروف غير ملائمة من ناحية البيئة ودرجة الحرارة من شأنه المس بجودته ونوعيته.

تباع من قبل أشخاص عن طريق إعلانات في بعض القنوات غير مرخصة تبث أدوية بإدعاء أنها تشفى وتدعى وجود حلول سحرية لأى مرض.

وتباع أيضا عبر تطبيقات إلكترونية بعيدة عن الرقابة تحت مسمى مساعدة المرضي لتوصيل الدواء للمنازل

 

_ما هو حجم انتشار ترويج الأدوية المغشوشة وتأثيراتها العكسية على المرضى ؟

 

لا يوجد إحصاء رسمي عن نسبة هذه الأدوية في مصر لكن هيئة الدواء المصرية قامت بنشر قائمة تضم نحو 40 صنفًا من الأدوية المغشوشة مؤخرًا، والتي تشمل بعض الأدوية المستخدمة في علاج أمراض خطيرة مثل التهابات الرئة والجهاز التنفسي والقولون. وقد حذرت هيئة الدواء من خطورة استخدام هذه الأدوية على صحة المرضى، وقد تؤدي إلى حالات وفاة أو تدهور في حالتهم.

 

 ماهو حجم انتشار ترويج الأدوية المغشوشة وتأثيراتها العكسية على المرضي عالميا ؟

 

الصناعة الدوائية من أكثر الأنشطة مبيعا حول العالم حيث تجاوزت 1.2 تريليون دولار خلال العام وهو ما يغري أي شخص لاقتطاع جزء من كعكة هذه التجارة الرائجة ، ولذلك تجاوزت إجمالي مبيعات الأدوية المغشوشة خلال ذلك العام ال 90 مليار دولار حسب إحصائيات منظمة الصحة العالمية، وفي إحصائية أخرى أكثر تحفظا قدر حجم تجارة الأدوية المغشوشة خلال ذلك العام ب 75 مليار دولار.

هذه الأدوية تسبب مشاكل صحية للمواطنين وتضر بالإقتصاد القومي للبلاد ،العقاقير المزيفة والمهربة تقتل مئات الآلاف سنويا، قدرت قيمة مبيعات الأدوية المغشوشة على مستوى العالم لنسبة تصل إلى 85 مليار دولار أمريكي سنويا، وفق تقديرات منظمة الصحة العالمية منها عشرة في المائة من الأدوية في السوق الدوائي للدول العربية

 

_هناك بعض الأدوية تباع على مواقع التواصل الاجتماعي..هل هذه المنتجات تشكل خطرا على حياة المواطن؟

 

هذه المنتجات قد تشكل خطرًا كبيرًا على حياة المستهلكين، لأنها غير مسجلة لدى هيئة الدواء المصرية، ولا تخضع لأي رقابة أو فحص. كما أن هذه المنتجات قد تحتوي على مكونات ضارة أو غير فعالة، أو قد تكون مخالفة للمواصفات العالمية

كما أن طريقة حفظها لا تخضع لأي إشراف أو رقابة علمية وكذلك طريقه إدخالها للبلاد تتم عن طريق التهريب بدون أي اشتراطات صحية مناسبة للأدوية وخاصة الأدوية التي يجب حفظها في الثلاجه. لذلك، ينبغي على المواطنين تجنب شراء الأدوية من خلال هذه المواقع، والاعتماد فقط على الصيدليات المرخصة.

 

هل تخضع الأدوية المتداولة في الصيدليات والمستشفيات لعملية فحص ورقابة دورية أثناء مراحل الإنتاج والتوزيع؟

 

هيئة الدواء تقوم بعملية فحص ورقابة دورية على الأدوية أثناء مراحل الإنتاج والتوزيع، وتتابع البلاغات التي ترد إليها من الشركات المنتجة أو المستهلكين عن وجود أدوية مغشوشة أو غير مطابقة ومنذ حوالي ثلاثة عشر عاما تم استحداث إدارة لمراقبة الأدوية تسمى إدارة اليقظة الدوائية وهي تقوم بواجبها على أتم وجهه ،كما أن هيئة الدواء تقوم بإصدار بيانات دورية تقوم بتوزيعها على الشركات والصيدليات للتحذير.

 

_ ما هي عقوبة من يروجون لبيع الأدوية المغشوشة؟

 

أدخل مشروع قانون تغليظ عقوبة جريمة الغش في الدواء، تعديلات على قانون قمع الغش والتدليس رقم 48 لسنة 1941، لتكون العقوبة بدلا من الحبس سنة وغرامة 5 آلاف جنيه، حسب الضرر الذي يترتب عليه تعاطى الدواء، لتصبح غرامة 500 ألف جنيه والحبس مدة لا تقل عن 3 سنوات، وتصل إلى الأشغال الشاقة المؤبدة، وذلك حسب الضرر الناتج. كما ينص مشروع القانون على اعتبار جريمة بيع وتداول أدوية مغشوشة جريمة قتل العمد.

 

ما علاقة الأدوية المغشوشة و فيروس كورونا ؟

 

في أزمة انتشار فيروس كورونا روج لبعض الأدوية غير مرخصة أو مغشوشة على مواقع التواصل الاجتماعى أو من خلال قنوات غير مرخصة تزعم الشفاء الفورى من كورونا، مما تسبب في أضرار خطيرة على صحة المرضى.

 

_في بعض الأحيان المضادات الحيوية تنقذ الأرواح ..متى تصبح مضرة ؟

 

حين تستخدم المضاد الحيوي لحالة لا تحتاجه، أو تناوله لفترة أقصر من التي أقر بها الطبيب المعالج ،وعدم إكمال الجرعة العلاجية ،تناول المضاد الحيوي بشكل مستمر لفترة أطول من المطلوب.

 

وفي نهاية حوارنا حضرتك حابب تضيف أي شئ

 

في النهاية ،لا داعي للقلق ،لابد من تحري الدقة عند شراء الأدوية وأودأن اطمئن الجميع أن الادوية تخضع جميعها لعمليات فحص ورقابة دورية أثناء مراحل الإنتاج والتوزيع والعرض المختار من خلال سحب عينات عشوائية منها, وتحليلها فى معامل الهيئة للتأكد من مدى سلامتها.

 

وفي النهاية نشكر حضرتك على سعة صدرك وتحياتي لك.

الأدوية المغشوشة و تجار الموت
Comments (0)
Add Comment