قراءة عن رواية مثل إيكاروس

 

كتبت/سالي جابر

 

تلك الرواية تبدأ أحداثها في عام 2020 حيث مولد محمود السمنودي، وتطير للمستقبل ثم تعود للماضي لمعرفة كل الحقائق في غرفة بأحد المصحات النفسية.

 

اسم الرواية: مثل إيكاروس

المؤلف: د. أحمد خالد توفيق

عام النشر: 2015

دار النشر:دار الشروق

عدد الصفحات: 289

اللغة: سهلة وبسيطة، ميسرة لكل القراء

الأسلوب: سلس شيق كعادة العراب في كل مؤلفاته.

 

تتحدث الرواية عن محمود السمنودي وأطوار حياته الغريبة إلى أن أصبح( العراف) الذي تم عزله في مصحة نفسية، الجميع يهابه، يخاف نظرة عينية، قدرته الرهيبة على معرفة الأمور التي لم تحدث رغم أنه معصوب العينين، يضع سدادات من القطن في أذنيه، حديثه عبارة عن شفرات، ولكي تفهم ما جئت من أجله؛ عليك فك تلك الشفرات، وتلك كانت مهمة طبيب المصحة الذي يفجر المفاجآت في نهاية الرواية.

” لقد مات محمود لأنه اقترب من الحقيقة أكثر من اللازم، فلم يتحمل واحترق وذابا جناحاه، هوى من حالق ليغرق وسط محيط الأثر…مثل إيكاروس”

حاول محمود الانتحار كثيرًا، باءت كلها بالفشل لأن الانتحار قوة لا يقدر عليها جبانًا حيث قال:” فقدت شجاعة أن أكون جبانًا” وبعد معاناة طويلة الأمد أبيض بها سواد شعره، والتفت حول وجهه تجاعيد المعرفة، وشرنقة عنكبوت الهلع، أجبر نفسه على الصمت، وذلك كان ثمنًا باهظًا للمعرفة.

 

رواية شائقة للمبدع الذي لم تكن رواياته للمتعة فقط، أو نوع رخيص من المخدرات للهروب من الواقع- كما قال في رواية يوتوبيا- بل أيضًا لنجمع العديد من المعلومات في شتى المجالات.

بعد قراءتي للرواية أدركت أنه من المجون أن يصل العقل البشري للمعرفة الكاملة، سوف نرى الهلع في أعيننا، ونتمنى الموت كل لحظة.” المعرفة ليست مفتاح السعادة في كل الأحيان كما يعتقد الفلاسفة، بل هي كرة نار تحرق من يمسك بها. ثمة أسرار من الخير لها أن تبقى مغطاة مسربلة في إزازها…إنك إن كشفت عن عورتها أصابك الهلع أو الاشمئزاز.. دعني أخبرك أن العالم غير مهيأ للحقيقة الكاملة”.

 

بعض الاقتباسات:

• المستقبل ليس في حتمية الماضي، لكنه يفتح لنا دروبًا تغرينا بأن نمشي فيها، ونحسب أن هذا خيارنا الكامل.

 

• تجاهد كي تتسلق السور، بينما أنت لا تملك أدنى فكرة عما يوجد في الجانب الآخر

 

• ما أجمل أن تعود للحياة ساعتين بعد مليون عام لترى كل شيء ثم تغيب من جديد.

 

• ثمة أمور يحسن أن تبقى تحت غطاء، والخطر كل الخطر أن يراها أمثالك، ولربما كان ثمن الحقيقة نهايتك لأن الشمس إصر على كل كاهل المواطنين.

 

أما عن اسم الرواية، فهي نسبة إلى الأسطورة اليونانية التي تحكي قصة إيكاروس الذي كان محتجزًا وأباه في متاهة جزيرة كريت عقابًا لهما من عقاب ملك الجزيرة، وللهرب منه استعان الاثنان بأجنحة ثبتاها على ظهريهما بالشمع، أثناء الهروب من منفاة المتاهة، حلق الابن إيكاروس قريبًا من الشمس متجاهلًا نصيحة والده فهوى صريعًا بعد أن أذابت أشعة الشمس الشمع المثبت لجناحيه.

قراءة عن رواية مثل إيكاروس
Comments (0)
Add Comment