خيانة المَجالس فى زمن الفتن

كتب احمد الزعبلاوي

بكل أسف ؛ لقد انتشرت خيانة المجالس بين كثير من الناس فى هذا الزمان .. حتى بين بعض الملتزمين ظاهرياً … فتجد الواحد منهم يجلس و يتكلم معك و إذا به يُصورك أو يُسجل كلامك دون أن تدرى ؛ و هو يعلم أن ذلك مِن خيانة المجالس ؛ فقد قال النبى محمد ﷺ : ” إنما المجالس بالأمانة “٠

ومنهم مَن يتكلم معك بالهاتف و يقوم بتسجيل تلك المكالمة دون أن تعلم و دون استئذانك و هو يعلم أن ذلك مِن خيانة المجالس ( مع أنه يستطيع أن يُلغى خاصية التسجيل من الهاتف ) .

و منهم مَن تُرسل له رسائل على الواتساب ( سواء كانت مكتوبة أو صوتية ) ثم يقوم ( بتصوير الشاشة ) و يرسلها لبعض الناس ؛ أو يتداولها عبر وسائل التواصل الاجتماعي دون أخذ الإذن منك ؛ و هو يعلم أن ذلك مِن خيانة المجالس .
و منهم مَن يتكلم معك فى مكانٍ و ليس معكما أحد ثم يقوم بتصويرك بكاميرا مخفية و هو يعلم ان ذلك من خيانة المجالس .
و منهم مَن يتحدث معك فى الهاتف و يفتح الصوت ( الإسبيكر ) دون علمك حتى يسمع بعض الناس كلامك ؛ و قد يكون فيه أسرار خطيرة ؛ أو يكون ذلك للوقيعة بينك و بين بعض الناس ؛ فيكون بمثابة السعى بالنميمة ؛ و هو أيضاً من خيانة المجالس .

و هنا تذكرت قول النبى محمد ﷺ و هو يَصِف أيام الهرج و الفتن بقوله : ” حين لا يأمَن الجليسُ جليسَه ” .. و هو هذا الزمان بكل أسف .. حيث ضاعت الأخلاق بين أكثر الناس و لا حول و لا قوة إلا بالله العلى العظيم .

فاللهم احفظنا من شياطين الإنس و الجن الذين لوَّثوا الدنيا بأنفاسهم الخائنة و قلوبهم الخبيثة المريضة ؛ و ارزقنا بصُحبة الصالحين الطيبين الطاهرين أصحاب القلوب الطيبة ؛ و اجمعنا مع النبى محمد ﷺ فى الفردوس الأعلى من الجنة

خيانة المَجالس فى زمن الفتن
Comments (0)
Add Comment