كتب- محمد جابر
انتابتني ذات يومٍ رغبة في التلاشي، أن أتقوقع داخل جسدي،
وأن يصير كل ما حولي لاشيء.
شرعت في تلبية نداء تلك الرغبة بكل ما أوتيت من كسلٍ،
وفرت كل جهد وطاقة عدا ما استهلكه في عمليتيّ الشهيق والزفير.
ألغيت كل أحلامي،
وضعتُ حاجزاً بين عقلي و الذكريات.
سخرت من كل معنى وجدوى يحاول أن يقنعني بها حاضري لأغتنمه قبل أن يفوت.
إذن، ها هو اللازمان، عدم اللامبالاة بالوقت ترفعك،
فتفقد الشعور بمكانك؛ فتصبح حيث لامكان ولا زمان.
مرحباً،
أحدثكم من العدم.. لا، لا، هذا أنا أُلقي تحيةً زائفة بعد أن لفظني العدم.
لفظني العدم كما لفظني كل شيء قبله،
استجديته بكل الطرق، لكنه عدم، لم يكترث حقًا.
لم تنطلي خدعتي عليّ، ازداد عدد الخلايا التي ترغب في الوجود حتى أصبحت نسبة لا يمكن إسكاتها.
عدت إلى الوجود..
أعادني صوت الرغبة في إثبات الذات، ظل يعيد إلى مسامعي صوت مصطفى إبراهيم يقول: ” ميصحش آجي للدنيا كأني مجيتش.”
فعدت آملاً أن أجد لي مكاناً.. و سأجد.