القاهرية
العالم بين يديك

مال الكنزي للنزهي .. عض قلبي ولا تعض رغيفي

173

بقلم السيد عيد

اليوم الرابع والعشرون
الجوع كافر إذا  كان سببه الفقر وقلة الحيلة فما بالكم إن كان سببه البخل، يموت البخيل من الجوع ويموت أبناءه  من بعده بالتخمة.

الأستاذ عوض عديل سيد أفندى ومتزوج ولديه من الأبناء ثلاثة، يكتنز الأموال ويكدسها ويلهث وراء الأرباح ويتلهف لاقتناص الفرص والصفقات ولكنه بخيل جعل زوجته وأبناءه  يعيشون فى جوع وفقر مدقع.

وعلى غير العادة الأستاذ عوض يعزم سيد أفندى وأسرته على الفطار وإذا بكريمة تقول له هنعزم أختي وعيالها وجوزها على ايه يا شملول؟

ـ جيب العواقب سليمة يا رب، ادبحى الفرختين اللى مربياهم وعوضنا على الله.

دول ماتوا من قلة الأكل .. روح يا بخيل منك لله
ماتوا!  قلبى الحقونى بدواء القلب واد يا علاء الدواء بسرعة.

علاء: بطل بخل بقى يا بابا احنا نشفنا من الجوع ، فضلنا شويه ونختفي.

كريمة زوجة الأستاذ عوض حزينة وتعيسة منذ بداية شهر الخير فهى ست كريمة وسخية لكن يا خسارة هاتدبر أكل الشهر منين إذا كان أكل الشهر العادى بتوفره بالكاد فى ظل وجود زوج غنى ولكنه بخيل وكانت فى الأيام العادية الأكل المعتاد الفول والطعميةوالكشرى وكان يطالبها بالذهاب لمنزل والدها وإحضار الطعام ليأكله، ويمتنع عن إعطائها أموالاً لشراء الطعام أو الفاكهة لها ولأبنائه، مما دمر نفسيتها وسبب لها الإحراج أمام والديها وأشقائها وأختها زوجة سيد أفندى .

تحرك كريمة اصابعها تطلب الفلوس اللى اشترت بها أكل العزومة طول عمرك نبيه ولماح يا جوزى يا مهنينى

استعنا ع الشقا بالله .. امسكى يا حبيبتى.. سمى وعدى

تبتسم فى ذهول: كام دول يا سيد الرجالة ؟

٢٠٠ جنيه ودول يعملوا ايه يخرب بيتك يا جلدة .. غطونى وصوتوا

يا لهوى يا لهوى .. يا حسرة قلبى عليك يا اللى كنتى مغذيانا يا غالية .. يا شهيدة الـ ٢٠٠جنيه يا كريمة.

استعادت وعيها عايزة ١٠٠٠ يابخيل يا إيحة.

وضع يده على قلبه وتمايل يا خرابى ١٠٠٠ جنيه .. انا حاسس ان قلبى ح يقف .. حاسس انى ح اموت دواء القلب يا ولا..
اعمل ايه بس يا رب .. اعمل ايه نصيبى كده.
جرس الباب يرن..

ويدخل سيد أفندى وأسرته ويستقبلهم بملابسه شبه الرثة والقديمة من بخله،
ووصل من بخله وشحه أن يجلس سيد أفندى وأسرته فى الصالون فى ضوء خافت حتى يوفر من فاتورة الكهرباء
وإذ بأذان المغرب فجلست العائلتين ليتناولوا الفطار ولكن كمية الطعام لاتكاد تكفى ثلاثة أشخاص لأنه اقتصد في الطعام بطريقة لا يمكن تصورها فإذا وجدهم بدأوا الأكل يشغلهم بالكلام ويروى لهم القصص والحكايات ثم ينظر لسيد أفندى ويقول له انت مش عايز عزومة .. انت في بيتك وكأنه تمنى أن يعض قلبه ولا يعض رغيفه وحتى تقوم عائلة سيد أفندى والجوع يقرص أمعائهم، وأيديهم لم تمس الطعام.

سيد أفندى جلس بعد الفطار مع الأستاذ عوض الزوج البخيل الذي يرزح تحت تأثيرات نفسية تدفعه إلى الشح والبخل بماله وعواطفه، ومع بعض النصائح من سيد أفندى مع الزوج البخيل ومحاولة تفاهم سبب بخله والتعامل معه
وضح له العواقب التي يمكن أن تحدث له نتيجة بخله، وانه من الممكن أن يموت و يترك كل ما اكتنزه من مال، و على رأى المثل مال الكنزي للنزهي، وربنا يبعد عنا جميعا البخل والبخلاء.

قد يعجبك ايضا
تعليقات