القاهرية
العالم بين يديك

الماسونيةُ تحكمُ العالمَ

144

الحلقة الأولى.
كتب/ حمادة توفيق
الحقيقةُ التي قد تكونُ غائبةً عن الكثيرينَ أن هذا العالمَ له حكامه السرِّيونَ، حكامه الذين ينخرطونَ في منظماتٍ سريةٍ غيرِ معلنةٍ، همها الأولُ والأخيرُ حكمُ العالمِ بمن فيه، والسيطرةُ على الشعوبِ ومقدراتها الماديةِ والمعنويةِ، ولعلكَ الآنَ قد خَمَّنتَ هويةَ هؤلاءِ الحكامِ الذينَ أحدِّثكَ عنهم، إنهم الصهاينةُ اليهودُ، بصرفِ النظرِ عن أسماءِ منظماتهم المختلفةِ وتنوعها بين الماسون أو النورانيين أو ما شابه، فهم القلةُ السائدةُ اقتصاديًا وعلميًا، وهم الذين يمسكونَ وحدهم اليومَ ودون سواهم بخيوطِ اللعبةِ، ويتحكمونَ بالدولِ ومن فيها تحكمَ الأطفالِ بالدُّمى، ومؤخرًا ظهرَ للعلنِ خبثُ نواياهم فيما يتعلق بنظريةِ المليارِ الذهبي التي يُشاعُ على نطاقٍ واسعٍ أن لها علاقةً بفيروس كورونا المُصنعِ معمليًا، وغيرِ ذلك من النوايا الخبيثةِ.
وفي هذه السلسلةِ الخاصةِ والطويلةِ سنتعرضُ بإذنِ اللهِ تعالى للماسونيةِ تفصيلًا، طاعةً للهِ عزَّ وجلَّ ثم إرشادًا للجاهلِ وهدايةً للضالِّ، وأسألُ اللهَ جلَّ في علاهُ أن ينفعَ بها كلَّ قارئٍ لها وكلَّ مطلعٍ، ورجاءً أتمنى من قراءِ تلكَ السلسلةِ أن يتفاعلوا عليها وأن يشاركوها على صفحاتهم ليعمَّ النفعُ وتعظمَ الفائدةُ واللهُ المستعانُ.
وقبلَ أن ندخلَ في التفاصيلِ يا عزيزي، سأضعُ بين يديكَ بدايةً وكنوعٍ من التمهيدِ مقدمةً هامةً لأباطرةِ السلطةِ والمالِ اليهوديين، أولئكَ الذين كانوا ولا زالوا من صناعِ القرارِ في أمريكا كدولةٍ عظمى، وبالتالي في العالمِ أجمعَ.
1- الدِّرعُ الأحمر (آلُ روتشيلد):
(روتشيلد) اسمٌ شهيرٌ في عالمِ المالِ، ومعنى الكلمةِ في اللغةِ الألمانيةِ (الدرعُ الأحمرُ)، وهي علامةٌ مميزةٌ لعائلةٍ يهوديةٍ ألمانيةٍ أسسها اليهوديُّ (أمشل مايرباور) من مواليد 1743م، والذي عملَ في بدايةِ حياتهِ موظفًا بسيطًا في مصرفِ أوبنهايمر، ثم ترقى في العملِ حتى صارَ شريكًا فيه، بعد أن أظهرَ براعةً غيرَ عاديةٍ في عالمِ القروضِ والربا، ولما تُوفيَ أبوه (لامشل موسى باور) عادَ إلى (فرانكفورت) وتسلمَ المؤسسةَ التي خلّفها له أبوه، التي كانَ يضعُ عليها رمزًا لها هو (الدرع الأحمر)، فجعلَ أمشل ماير اسمَ عائلتهِ الجديدةِ (روت شيلد).
وأصبحَ الدرعُ الأحمرُ بعد ذلك يا صديقي شعارًا للثوراتِ المختلفةِ التي أحدثها الصهاينةُ في أوربا، فكانَ شعارًا للثورةِ الفرنسيةِ والشيوعيةِ وغيرها من ثوراتٍ تسببَ فيها اليهودُ.
وانضمَّ أمشل باور (روتشيلد) إلى (الماسونيينَ الأحرارِ) بعد أن درسَ القانونَ العبريَّ والدينَ اليهوديَّ والتوراةَ في إحدى المدارسِ التوراتيةِ، وأصبحَ عضوًا في إحدى المنظماتِ الماسونيةِ، يهتمُّ بجمعِ الأنتيكاتِ الأثريةِ، وتمكنَ من تكوينِ ثروةٍ طائلةٍ في غضونِ سنواتٍ قليلةٍ.
والحقيقةُ يا صديقي أن تلك الثروةَ التي كونها روتشيلد كان أساسها أموالًا اختلسها من الأميرِ (ويليام التاسع) كما ذكرَ أهلُ التاريخِ الحديثِ، والأميرُ ويليام لمن لا يعلمُ كان هو المسؤولَ من قبلِ الحكومةِ البريطانيةِ لتزويدِ الجنودِ الهيسانيينَ لمحاربةِ الاستعماريينَ الأمريكانِ خلالَ الحربِ الثوريةِ.
ولقد قام الأميرُ بتسليمِ هذه الأموالَ إلى (مائير) أو روتشيلد لكي يقومَ باستثمارها له، فاستثمرها بالفعلِ حتى نمى المالُ نموًّا مهولًا، فكانَ الأساسَ لنشأةِ امبراطوريةِ روتشيلد الماليةِ العملاقةِ في أوربا كلها فيما بعد.
وأنجبَ مائير خمسةً من الأبناءِ ساعدوا في ازدهارِ امبراطوريتهِ العملاقةِ كان أشهرَهم وأمهرَهم (ناثان) الذي ارتبطَ اسمه بتأجيجِ ثوراتٍ عدةٍ وقعت في أوربا وأثرت فيها سياسيًا واقتصاديًا واجتماعيًا.
وانتشرَ أبناءُ روتشيلد الخمسةُ في أوربا مكونينَ امبراطوريةً ماليةً متراميةَ الأطرافِ، حكمتْ أوربا لفتراتٍ طويلةٍ وتسببت في حروبٍ وفتنٍ أنهكت الامبراطوريةَ البريطانيةَ حتى أفل نجمها وسطعَ نجمُ الامبراطوريةِ عاليًا.
أسسَ (ناثان) بإيعازٍ من والده (روتشيلد) عامَ 1804م مصرفًا في لندن، وكان رأسُ مالهِ في البدايةِ 20.000 جنيهًا استرلينيًا، واستطاعَ بقدراتهِ الماليةِ الربويةِ من جعلها في ثلاثِ سنواتٍ 60.000 جنيهًا.
وانتقلَ الابنُ الثاني والأصغرُ (جاكوب) أو (جيمس) إلى باريس وأنشأ أيضًا مصرفًا بها عام 1811م، وانتقلَ الابنُ الثالثُ (سالومون مائير) إلى النمسا، والابنُ الرابعُ (كارل مائير) إلى نابلس، وكانت تلك بدايةُ تكوينِ منظمةِ آل روتشيلد التي حكمت العالمَ ردحًا من الزمانِ، وما زالت تحكمه حتى الآن وإن تغيرتْ الأسماءُ.
ومن الجديرِ بالذكرِ أن الحفيدَ (جاكوب هنيري شيف) الذي هاجرَ إلى أمريكا عام 1856م استطاعَ تكوينَ امبراطوريةٍ ماليةٍ هناكَ في نيويورك.
وفي عامِ 1875م تزوج (جاكوب شيف) من ابنةِ (سلومون لويب) الذي كانَ رئيسَ شركةِ الاستثماراتِ المصرفيةِ في (كوهن) وتُسمى (لويب آند كومبني) في نيويورك سيتي، ثم أصبحَ شيف رئيسًا لها عام 1885م بعد موتِ حماه لويب، وكانَ لشيف الدورُ البارزُ في إذكاءِ نارِ الفكرِ الشيوعيِّ في روسيا، وساهم في تمويل شركة يونيون باسيفيك التابعةِ لقطبِ السككِ الحديديةِ المدعو (إدوارد إتش هاريمان)، وهو والدُ (دبليو أفريل هاريمان) السياسيُّ المعروفُ فيما بعد.
وقد اندمجت شركة (دبليو أفريل) المصرفيةُ الخاصةُ بشركةِ (دبليو آي هاريمان) بالشركة المصرفية الخاصة للاخوة براون، لتظهرَ شركةٌ كبرى أظهرتْ ثمارَها في العصرِ الحديثِ، حيث أظهرت للعالمِ الحرِّ الاستعماريِّ الجديدِ كلًا من بوش الأب وبوش الابن الذين كان أحدُ أجدادهما (بريسكوت بوش) شريكًا لتلك الشركةِ.
وأما ناثان أحد أبناء روتشيلد الذي هاجر إلى انجلترا وكون مصرفًا هناك، استطاع خلال 17 عامًا أن يزيدَ حصته المالية التي أعطاها له أبوه من 20.000 إلى خمسين مليون جنيه، وبحلول عام 1815م أصبحَ الممولَ الرئيسيَّ للحكومةِ البريطانيةِ من خلالِ مصرِفِهِ ببنك انجلترا، وكان من وراء إشعالِ الحروبِ بين انجلترا وفرنسا، والتي استفادت منها عائلةُ روتشيلد بمنحِ الحكومةِ البريطانيةِ القروضَ اللازمةَ لتمويلِ تلكَ الحروبِ وبالأخصِّ حروبِ نابليون الشهيرةِ.
#يُتبع

قد يعجبك ايضا
تعليقات