القاهرية
العالم بين يديك

مسلسلات رمضان بين الواقع والمأمول

144

 

بقلم السيد عيد ــــ ريشة غادة مصطفى

اليوم الرابع..
مع اقتراب آذان المغرب ومدفع الإفطار اجتمعت أسرة سيد أفندى على مائدة الإفطار وقد التفت حول شاشة التلفاز بشوق كبير وهم يتناولون الطعام وقد أصاب سيد أفندى الحزن الشديد وهو يرى من المشاهد الجريئة والمخزية ما لا يخفى على أحد، أيضا اللباس الخليع الذي يخدش الحياء دون أدنى مراعاة للشهر الفضيل فالمسلسلات أصبحت متدنية جدا،فالبعض منها به الكثير من مشاهد العنف والبلطجة وازدادت سوءا وأثرت بشكل كبير على أطفالنا داخل المنازل، فالأطفال يقلدون ويطبقون ما يرونه في هذه المسلسلات .
ما يهم المنتجين هو العائد المادى بغض النظر عن المضمون أو المحتوى المقدم إلى المشاهد عبر الشاشة الصغيرة بل توجد منافسة شرسة بين شركات الإنتاج على هذه المسلسلات المتدنية لتحقيق ملايين الجنيهات.

العرى والمخدرات والبلطجة أصبحوا السمة العامة في مسلسلات رمضان أما الكلمات الخارجة حدث ولا حرج فأصبحت المسلسلات بقدرة قادر + 18 ومايشاهدون هذه المسلسلات من سن 10سنوات فمافوق.
الفن رسالة سامية لاعلاء القيم الأخلاقية وليس لانحطاط القيم ويهرب المستفيدين من الهجوم عليهم فيعلقوا أخطاء تلك المسلسلات علي شماعة الواقع بحجة وجودها فى المجتمع فلا يصح ان نعلم أبناءنا الالفاظ البذيئة وقلة الأدب والبلطجة ونقول هذا هو الواقع الذي نعيشه يجب ان نرتقي بالواقع حتى نرتقى بأبنائنا وننشئهم نشئة يخدموا بها وطنهم.

يجب التركيز على القضايا المجتمعية المصرية دون مبالغة أو إثارة في العمل الدرامي، والتركيز على الإيجابيات والسلبيات ولكن يجب معالجتها بطريقة احترافية تراعي عادات وتقاليد مجتمعنا المصرى.

جلس سيد أفندى وقص على أبنائه ما كان يشاهده وهو صغير فى رمضان عمو فؤاد وبكار وبوجي وطمطم وجدو عبده وفوازير فطوطة ونيلى وشريهان والمسلسلات الهادفة التى كانت تعرض والمسلسلات الدينية.
والسؤال الذى يدور فى ذهن سيد أفندى هل تتدخل وزارتى الثقافة والإعلام فتفرضا على هذه القنوات انضباطاً في مسلسلاتها أم تترك الحبل على الغارب لأنه ليس بيدها شيء في هذا العصر الذي انفلت فيه الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي بما يعجز عن اتِّخاذ القرارات الصحيحة
بالرغم من علمهم أنَّ هناك بدائل أخرى يعجز عن اتِّخاذها بعد أن اتَّسع الخرق على الراتق وضعُفت أو ماتت رغبتُه في الإصلاح.

أين أيام المسلسلات التى كانت ترسخ القيم والمبادئ
معظم المسلسلات اما عنف أو بلطجة او هتك أعراض او طلاق وأسر مفككة ثم نتسائل من اين العنف والتنمر ولماذا يكون القاتل طفل ولماذا نسمع ونري والسبب واضح مادة اعلامية تغذي عقول طبقة كبيرة فتصيبها بتخمة العنف والبلطجة ويطالبون المدارس محاربة العنف والتنمر معادلة صعبة جدا تكاد تكون مستحيلة إلا إذا انتقينا الأعمال الفنية التى تعرض فتسود القيم الأخلاقية والمبادئ.

لذا أناشد كل القائمين على هذه المسلسلات والبرامج أن يتقوا الله في أبنائنا فالبرامج والمسلسلات التى تعرض لا تليق للعرض حتى في غير رمضان فكلّ نماذج القصص والروايات والمسلسلات هي لشخصيّات مريضة بكلّ المقاييس.
وأخر ما أود أن أقول لا أستطيع حصر كلّ أصناف الدمار الشامل التي تلحق بشخصيّة الطفل وتربيته نتيجة هذه المزبلة الفنية لبعض المسلسلات فالفن عبقرية وإنتاج وتطبيق وإبداع، إنتاج أشياء لها ذوق فأى عبقرية نرى وأى ذوق وأى
إبداع.

قد يعجبك ايضا
تعليقات