بقلم السيد عيد
مرض خبيث اسمه البطالة يتوغل ليهدم أحلام الشباب ورغبة ملحة في توفير لقمة العيش ليأتى الريس سيد حاملا سنارته ويذهب بها إلى شاطئ البحر يصارع الطبيعة رمى صنارته ليبحث بها عن رزق أولاده ويحمل معه طعامه والطُعوم الخاصة بالأسماك التي يطمعها في اصطيادها”.
تغيرات طرأت على المجتمع من إنفتاح ثقافي واجتماعي
ورغم التشابه بين العمل والأسماك وكما أن الغاية واحدة لكل الصيادين وهي الفوز بأكبر كمية من الأسماك فإن الغاية للشباب هو الحصول على فرصة عمل مناسبة .
وبالرغم من ذلك إلا أن الريس سيد لايهمه مقدار الأسماك التى يحصل عليها بقدر أن يتعلم كيف يصطاد فالسمكة لا تكفي في هذا الزمن وإن كان سيأكلها البعض لا يستطيع بعدها الصيد .
لا تعطني سمكة ولكن علمني كيف أصطادها تباً لمثل هذه الحكمة التى تحتاج أن تترجم إلى أفعال فالوصول إلى السمكة أمر سهل لكن كيفية الوصول إليها يحتاج إلى جهد وتعب ما من حل سحري للتخلص من مشكلة البطالة بل الأدهى والأمر هو تسريح العمال بدلا من تطبيق سياسة تنمية اقتصادية شاملة تضع في جوهر عملها مهمة خلق فرص عمل والحفاظ على العمالة الموجودة .
فعلى الرغم من الإصلاحات الاقتصادية التى تشهدها مصر هذه الأيام إلا أن الأمر يحتاج إلى إعادة النظر فى قرارات تصفية بعض شركات قطاع الأعمال مثل الحديد والصلب بحلوان وزيادة حجم البطالة وتشريد العمال .
أخذنا هذه الحكمة دون تطبيق صحيح كيف نتحدث عن الإنتاج ونحن بترنا أهم أركانه فالإنتاج لا يقوم إلا على أكتاف العمال .
نحن نحتاج إلى مواجهة حاسمة مع البطالة التى تنخر فى عظام الاقتصاد المصرى وتتغلغل فى شتى أنواع الحياة.
مواجهة البطالة ليست سهلة بل تحتاج إلى نَفس طويل، وتحتاج للعديد من أدوات الصيد حتى نقضي على وحش البطالة .
فوجود أعداد كبيرة من الخريجين لا يجدون العمل المناسب نتيجة كثرة الأعداد المحتاجة للعمل، وأنّ مجالات العمل محدودة بالحكومة وعدد قليل يتّجه للقطاع الخاص وسط المحظوظين الذين لديهم واسطة للحصول على عمل مناسب بالرغم من وجود من هم أكثر كفاءة وتميزاً منهم وهو ما يقود الشباب إلى الانحراف بارتكاب جرائم السرقة وتعاطي المخدرات ما يجعل عدداً من الشباب يلجأ للهجرة الغير شرعية ويصبح أرضا خصبة للاستغلال من قبل قوى التطرُّف والعنف، فتُعبأ رؤوسهم الفارغة بثقافة التطرُّف والإرهاب فيخسروا في النهاية أنفسهم ومجتمعهم.
ومن ثم لو تبادلنا الافكار والاراء وانتقاء الافضل منها حينها تحظى سنارة الريس سيد بالسمك الوفير .