كتب _معاذ طه
‘في جملة عظيمة أوي سمعتها في نشيد أطفال من اللي حفظت معظمهم تقريبًا في الحظر بتقول: ‘رُد الدلال لأمك’
ووجه العظمة هنا ان أمهاتنا إستهلكوا زهرة أعمارهم وأنفاس حياتهم وراحة بالهم وصحتهم في القيام على كل صغيرة وكبيرة تخصنا…
من أول الحمل للرضاعة والتربية و الاهتمام والمتابعة في مراحل التعليم المختلفة.. لِلّحظة اللي بتغطيك فيها وانت نايم، وقلقها وأنت غايب، وسهرها وانت تعبان، وزعلها على زعلك من أي كان!
ف تيجي حضرتك تخلص دراستك أو جيشك وربنا يكرمك بشغل وتبدأ رحلة الانشغال عن ست الكل وإهتمامك وحبك ومشاعرك يروحوا لخطيبتك ثم زوجتك وبيتك، والغالية أمك تاخد منك نافلة إهتماماتك وفضل مشاعرك، مكالمة أو زيارة أو كيس فاكهة كل كام يوم تريح بيهم ضميرك ….
ياحبيبي ‘رد الدلال لأمك’
خليك حواليها، وسخر طاقتك لراحتها واتفنن في استخراج دعوات قلبها وهو راضٍ عنك.. واللي بتعمله مع خطيبتك أو زوجتك وعيالك إعمل زيه ع الأقل لأمك!
خرجها واعزمها وهاتلها ورد وفرح قلبها، اقعد جنبها وارمي تليفونك واحكي معاها وضحكها، روحلها كل يوم واتطمن على أكلها ودواها وغطاها ونفسيتها.
متتكلش على كلمة انا كويسة وعندي كل حاجة، كلهم بيقولوا كده والله عشان حتى ميشغلوناش عليهم
ويابخت اللي واخد دعوة القلب والسجود ولحظة الرضا من أمه واللي سابق في برها
كل ده حبًا وبرًا.. أما فرضًا وشرعّا ف انت حافظ الآيات والأحاديث !!
ياغالي العمر بيجري وهتتمنى اللحظة اللي كنت بتشوفها، وتشم ريحة كف ايدها، وتسمع صوتها.. واسأل اللي فقدها 😓
—–أويس القرني-رضي الله عنه- الراجل العظيم ده أسلم في عهد النبي ﷺ ورغم كده هو من كبار التابعين ولا يعد صحابيًا !
تخيل انه مراحش شاف النبي ﷺ ولا نال شرف الصحبة لإنقطاعه لبر أمه!!
كان بيرعاها ويبرها وكان في اليمن..
انا بالنسبالي دي أعظم تضحية في تاريخ البِر !! إنك تكون مسلم وتؤثر بر أمك ورعايتها على مصافحة وجهك وجهَ رسول الله والقرب منه!
النبي ﷺ قال لسيدنا عمر بن الخطاب عن أويس رضي الله عنه :
“يأتي عليكم أويس بن عامر، مع أمداد أهل اليمن… له والدة هو بها برٌّ، لو أقسم على الله لأبرَّه، فإن استطعت أن يستغفر لك، فافعل”
وفعلا سيدنا عمر قابله في موسم الحج وطلب منه يستغفرله.
أخيرًا .. مش هقول بروا آباءكم تبركم أبنائكم، لأن الحديث ضعيف، إنما هقول بروا آباءكم تفوزوا بجنات ربكم .