د.مايسة إمام
_ حضر عابد وجمعته ببشر جلسة طويلة ، لم تنته إلا مع شاعات شمس الصباح الأولى ووجه صفا الصبوح
وهي تقول : أسعد الله صباحكم ، كيف حالك ياعم عابد
عابد مبتسماً : بل سعد الصباح بك يا صفاء الصباح كيف حالك وكيف حال والدتك يابنيتي ؟
صفا : بخير والحمد لله وترسل إليكم التحية ثم التفت لبشر تقول : وتدعو لك بالصحة والشفاء ياأستاذ بشر وتدعوكم
لتناول وجبة الإفطار اليوم من فطير بالسمن البلدي والقشدة والعسل أعدتهم خصيصاً لكم
بشر : سلمت يداها ياصفا وسلمت يداك ولكن تعلمين أني لا أغادر المنزل
صفا : من قال أنك ستغادر ؟! سيأتي الطعام إلى هنا بعد قليل مع أخي الصغير ولم تكن تتم جملتها حتى لمحوا جميعا باب الحديقة يفتح ذراعيه لأخيها يحمل الطعام تسبقه رائحة الفطيرالشهية ضحك عابد قائلا : الله الله الله هاهي روائح الزمن
الجميل تهل علينا
قامت صفا بمهام عملها المعتادة من تنظيم للمنزل ومطالعة الأخبار مع بشر وممارسة هواية القراءة التي كان يعشقها
ويعشق صوت صفا الذي يشبه صوت نسيم الصباح في صفاءه ونقاءه وهي تسرد له الأحداث وتتابعها ويتناقشان في
كثير مما تقرأه له والوقت يمر دون أن يشعركلاهما بالملل حتى قربت الشمس على الرحيل وجاءهم بحرالطاهي يقول
الطعام ياأستاذ بشر … هل أعد المائدة ؟
صفا : يبدو أننا لم نشعر بالوقت ، سأذهب لأحضر الدواء حتى تتناول طعامك ياأستاذ بشر
بشر : انتظري ياصفا وتوجه لبحر قائلاً : ماذا أعددت لنا اليوم أيها الطاهي الماهر ؟
بحر : أعددت الخير كله لك أستاذ بشر
ابتسم بشر قائلا : إذن أعد المائدة لأربعة أفراد فلدي اليوم ضيوف أعزاء
تعجب بحروهو الذي لم يعهد لبشر زورا أو ضيوفا أو أصدقاء وقرأ بشر ذلك في عينيه فابتسم قائلاً :
أنتم ضيوفي اليوم يابحر ، أنت وصفا وعابد لقد قررت أن تجمعنا مائدة واحدة ، فليس لدي أصدقاء سواكم
_ التف بِشر وصفا وعابد وبحرحول المائدة يتناولون الطعام و للمره الأولى منذ سنوات ، يتخلى بِشر عن خجله من تناول الطعام أمام الآخرين بسبب احراجه من عجزه ومرضه وما يسبب من فوضى أثناء الأكل ، لكن شئ ما دفعه هذه المره لتحطيم صنم الخجل الذي يقف أمامه عاجزا
قاطع بشر أدوات المائدة وصلتها المتناغمة قائلاً : طرأت لي فكرة أود أن ننفذها الليلة مارأيكم ؟؟
غدا جزء جديد فكونوا معنا
د. مايسة إمام