القاهرية
العالم بين يديك

شحات الغرام

144

بقلم _ إيمان بدر 

 

اليوم يوافق الذكرى الثلاثون لرؤياكِ
والمرة المليون لشرودي فيكِ
عهدت نفسي على أن ألاقيكِ هنا في نفس اليوم من كل أسبوع…
على بعد أميال أجلس على مقعدي الذي عهدته فارغًا ينتظر موعداً ضائعًا في سراب الهوى ،
جلست وأنا واضعًا سماعات الرأس كأني لا أبالي، نعم.. نعم، لم أنس أيضاً أوراقي التي أطبعك عليها كل لقاء.
لم تكن مجرد أميال تحتاج مجرد خطوات لألقاكِ، بل جبال شاهقة تزيد من البعد ارتفاعًا فتحجبك عني.
لم أطرق إلا باب عشقكِ ولم أجد لقلبي مأوى إلاكِ
آه يا حبيبي وما لكلماتي في الحب لك من نصيب..
يقولون أن للعيون لغة، ولكن عيناي كانت بكماء فجهلت حديثها، فيالله ماهذا من ابتلاء!
خرج صوت من سماعات رأسي في كلمات
ل (محمد فوزي) تقول :

– شحات ومد أيديه وكسر خاطره حرام
=حدفه الهوا هنا ليه؟
-طالب تحنوا عليه يامحسنين الغرام
=ونحن قول لى بأيه؟
-أرموا له نظرة ولا ابتسامة

لا أدري لماذا أصر على المجئ إلى هنا وما الذي دفعني للإنتظار أم كما يقول (فوزي) إنه الهوى!
حقاً إنها رياح الهوى الهوجاء التي تُلقي بي هنا في كل مرة ولكن كانت(ليلى مراد) تجيب عليه ولو بكلمة(يحنن)، أما أنا فأصبحت شحاذًا لخيالات الحب.
كانت نظرات العامة ترمقني بسخرية في جلوسي بأعوجاج ظهري وشعري الذي قد شاب ولم ألمح ولو نظرة منكِ شردت إليَ قط.
فأنا بهيئتي شحاذًا مجنون بلغ عمر الستين ، يتكئ على عصا واضعًا سماعات شبابية يستمع إلى أغاني منسية، فلم أملك إلا عمراً للانتظار ،
وأما الآن إذا كان ذلك العمر مالاً
فعذراً لم أعد حتى أملك المال لأشتريكِ.

قد يعجبك ايضا
تعليقات