مقال بقلم سمر فتحى
الاستمطار: والمعروف أيضًا باسم المطر الصناعي، هي محاولة لاستجلاب أو زيادة هطول الأمطار صناعيًا، عادةً لدرء الجفاف أو الاحتباس الحراري على نطاق أوسع. وفقًا للخصائص الفيزيائية المختلفة للسحب، يمكن القيام بذلك باستخدام الطائرات أو الصواريخ لتلقيح السحب باستخدام محفزات مثل الثلج الجاف، ويوديد الفضة ومسحوق الملح، لجعل السحب تمطر أو زيادة هطول الأمطار، أو لإزالة أو تخفيف الجفاف في الأراضي الزراعية، أو لزيادة مياه الري في الخزانات أو سعة إمدادات المياه، أو لزيادة مستويات المياه لتوليد الطاقة الكهرومائية، أو حتى لحل مشكلة الاحتباس الحراري .
في الولايات المتحدة، حاولت العروض المتنقلة الاستمطار. مُورِسَتْ على الحدود الأمريكية، ولكن ربما وصل إلى ذروته خلال فترة قصعة الغبار في غرب الولايات المتحدة وغربها الأوسط في الثلاثينيات. صُوِّرت هذه الممارسة في فيلم عام 1956 صانع المطر. تضاءلت محاولات جلب المطر مباشرة مع تطور علم الأرصاد الجوية، وقوانين مكافحة الاحتيال، وتحسين التنبؤ بالطقس، مع بعض الاستثناءات مثل تلقيح السحب وأشكال الصلاة بما في ذلك رقصات المطر، والتي لا تزال تمارس حتى اليوم. صلاة الاستسقاء هي أيضًا ممارسة ثقافية شائعة لدى المسلمين والمسيحيين. في بعض المناطق المسيحية، يُعتقد أن رجال الدين في الكنيسة الأرثوذكسية الشرقية يمتلكون القدرة على إيقاف المطر، وجلب البَرَد إلى مزارع النفوس الضالة، وكذلك جلب المطر عندما يقصر موسم الأمطار.
فيضانات هائلة في دبي بالإمارات ودول مجاورة اجتاحت صورها وسائل التواصل الاجتماعي، وسط ادعاءات بأن الاستمطار الاصطناعي أو ما يعرف بـ”تلقيح السحب” هو سبب الكارثة. فهل هذا صحيح؟
تنشغل وسائل التواصل الاجتماعي بالسؤال: هل تسبب تلقيح السحب بفيضانات دبي؟
انهيارات أرضية ضخمة -ليس فقط في دبي- بل في مناطق أخرى أيضًا في جنوب شرق شبه الجزيرة العربية. هطلت أمطار غزيرة في يوم واحد أكثر من الأمطار المعتادة خلال عام كامل! فأغرقت المياه الشوارع وغمرت مطار دبي، وانهارت مبان تحت ضغط الفيضانات الجارفة.
الأمطار الغزيرة لم تقتصر على أكبر مدينة في الإمارات، بل شملت أيضًا مناطق أخرى، خصوصًا في سلطنة عمان المجاورة. وما عدا الأضرار التي لحقت بالممتلكات، تم الإبلاغ عن مقتل ما لا يقل عن 20 شخصًا.
وبينما يعاني المتضررون من عواقب الكارثة، تضج وسائل التواصل الاجتماعي بالنظريات حول كيفية حدوثها.
ومن الادعاءات: “تلقيح السحب يسير على نحو خاطئ”، كما كتب أحد المستخدمين على موقع “إكس”، تويتر سابقًا. كما تساءل أحد الحسابات على إنستغرام أيضًا عما إذا كان تلقيح السحب هو الذي أدى إلى حدوث فيضانات دبي أو تفاقمها، ليجيب العديد من المستخدمين بـ”نعم”.
لكن هذا الادعاء خاطئ، كما تبين لفريق تقصي الحقائق وهنا التوضيح:
تلقيح السحب هو وسيلة للاستمطار (إنتاج المطر) باستخدام أدوات اصطناعية. تقوم الطائرات برش أملاح معينة لا تذوب في الماء. ثم تتكثف الرطوبة الناتجة عن السحب على جزيئات الأملاح وتسقط على الأرض على شكل مطر. وتُستخدم هذه الطريقة في أجزاء كثيرة من العالم، جزئيًا لتوليد الأمطار، ولكن أيضًا بهدف منع العواصف الثلجية، على سبيل المثال.وأظهرت صور الأقمار الاصطناعية أن عاصفة مصحوبة بسحب مطرية ضخمة تشكلت فوق جنوب شرق شبه الجزيرة العربية وجنوب إيران في الأيام الأخيرة. وبسبب تكوّن السحب كانت المتطلبات الأساسية لتلقيحها اصطناعيًا متوفرة من حيث المبدأ.
يقول ثلثا المشاركين البالغ عددهم 22100 في استطلاع على تيك توك إنهم يعزون الفيضانات إلى تلقيح السحب.
“حصاد الأمطار” في الإمارات
يقوم المركز الوطني للأرصاد الجوية في الإمارات، ومقره في العاصمة أبو ظبي، بإجراء أبحاث حول تلقيح السحب منذ أواخر التسعينيات. وتستخدم الدولة الصحراوية هذه الطريقة لزيادة كمية الأمطار وبالتالي كمية المياه العذبة المتوفرة.
في البداية، ذكرت وكالة “بلومبيرغ” أن تلقيح السحب من قبل المركز الوطني للأرصاد أدى إلى زيادة هطول الأمطار. لكن المسؤولين الإماراتيين نفوا اتخاذ أي إجراءات من هذا القبيل .
لكنه قال إنه “من غير الواقعي على الإطلاق” أن يتسبب تلقيح السحب في هطول هذه الكمية الكبيرة من الأمطار، وأوضح: “إن احتمال وجود علاقة بين أنشطة تلقيح السحب والفيضانات في دبي يقترب من الصفر”. وتقتبس العديد من وسائل الإعلام آراء خبراء آخرين لديهم تقييمات مماثلة، بما في ذلك خبراء لدى “بلومبيرغ”.
الاحتباس الحراري يؤدي إلى زيادة الظروف المناخية القاسية
من الادعاءات الأخرى، بحسب أحد الحسابات: “إن آثار ظاهرة الاحتباس الحراري وتغيرات المناخ لن تستثني أي مدينة”. وهناك رواية أخرى تقول: “هذا هو التغير المناخي الذي يخلقه الإنسان.