القاهرية
العالم بين يديك

لقد اوشك الشهر الكريم علي الانتهاء

72
محمود سعيد برغش
ها هو شهر الله وشهر القرآن قد ولى ؛ وهذه آخر جمعة فيه والاختبار قادم هل تسير في طريق الله بعد رمضان ، أو أنك تنسب إلى النسيان وما سمي القلب إلا أنه يتقلب وما أول ناسٍ إلا أول الناس فعاهد آدم ربه فنسى ، فلابد أن تتذكر حلاوة رمضان ، وأن تتذكر أن الناس لو عرفت ما في رمضان من خير لتمنت أن تكون السنة كلها رمضان، رمضان وما أدراك ما رمضان يهيئك ويملأ قلبك من أجل ما بعد رمضان ،والله سبحانه وتعالى قد بنى طريقه على الذكر والفكر وعلى التصديق والتشويق وكل ذلك في رمضان ؛ أما الذكر والفكر فإن الله سبحانه وتعالى كتب علينا العبادات ؛ كتب علينا خمسة صلوات في اليوم والليلة فلابد عليك أيها المسلم أن تتمسك بها ، وجعل هذه الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر ؛ومن لم تنهاه صلاته عن الفحشاء والمنكر فليعلم أن بها خلل ينبغي عليه أن يصلحه وأن يصلح من نفسه ، ولابد عليه أن يستمر في الصلاة لعل صلاته تنهاه يوما فيتذكر، قال تعالى: ﴿إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ﴾ إذًا فلابد عليك أن تذكر الله سبحانه وتعالى كثيرا قبل الصلاة وفي الصلاة وبعد الصلاة.
فما شأن التصديق والتشويق؟ أخفى الله سبحانه وتعالى أشياء في أشياء ؛ فأخفى ليلة القدر في العشر الأواخر من رمضان. ﴿حم وَالْكِتَابِ الْمُبِينِ إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُّبَارَكَةٍ إِنَّا كُنَّا مُنذِرِينَ فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ أَمْراً مِّنْ عِندِنَا إِنَّا كُنَّا مُرْسِلِينَ رَحْمَةً مِّن رَّبِّكَ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ﴾ فلو صادفتك هذه الليلة فسأل الله العفو والعافية في الدين والدنيا والآخرة فتكون قد جمعت بين الحسنيين بين الخير في الدنيا والخير في الآخرة،
أخفى الصلاة الوسطى في الصلوات لأجل أن تحافظ عليها كلها ، وأخفى اسمه الأعظم الذي إذا ما دعي به أجاب في سائر أسمائه الحسنى الواردة في الكتاب والسنة ، وأخفى ساعة الإجابة في ثلث الليل الأخر ، وأخفى ساعة الإجابة في يوم الجمعة وكان سيدنا عمر رضى الله عنه يقول: «صاحب الحاجة يمكث من الفجر إلى المغرب يدعو ربه» يعني لو كانت عندك حاجة شديدة فاختر يوم الجمعة فإن فيه ساعة للإجابة ولكن اجهد نفسك لربك وامكث من فجر هذا اليوم إلى مغربه وادعوا الله سبحانه
قد يعجبك ايضا
تعليقات