د. فرج العادلي
فهو مؤذن المدينة المنورة بعد تأسيسها.
ومؤذن مكة ساعة فتحها.
ومؤذن بيت المقدس عند تسليم مفاتيحها.
وكان _رضي الله عنه- عند فتح بيت المقدس يرفض رفضًا قاطعًا أن يؤذن بعد وفاة سيدنا وحبيبنا محمد _صلى الله عليه وسلم_ ولما طلب منه عمر- رضي الله عنه- الأذان رفض، لكنّ عمر أصدر قرارًا أميريًا قاطعًا لبلال لا يجوز التوقف فيه أو التأخر.
فقام بلال وأذن فأعاد بصوته المفتقد منذ سنين أجواء ودفء النبوة والرسالة من جديد، وكأنه حرك الجمر فتوقد الشوق واشتعلت نار الحب ملتهبة فعاد بهم إلى زمن تأسيس المدينة، وفتح مكة..، وشعر المسلمون شعورًا عظيمًا وقتها.
وإني توقفت بعض التوقفات مع هذا.
فبلال _رضي الله عنه- يرفض الأذان بعد رسول الله-صلى الله عليه وسلم- وأظنه من أعظم أنواع الحب والوفاء؛ لأن الأذان في بيت المقدس ساعة الفتح السلمي وتسلم المفاتيح شرفٌ وفضلٌ كبيرٌ سيدونه التاريخ، ولا يرفضه إلا مثل بلال بن رباح في الورع، والزهد، والدين.
وإنَّ إصرار عمر-رضي الله عنه _ أن يؤذن بلال بعينه مع كثرة الصحابة وقتئذ وكلهم يتوق لمثل هذا لهو قمة الوفاء أيضًا لسيدنا وحبيبنا محمد-صلى الله عليه وسلم- لأن عمر أراد أن يواصل ما بدأه رسول الله من إسناد الأذان لبلال في المدينة، ومكة، وإعادة الشعور المفتقد منذ سنين، ليكون الجو العام كأن نبيهم أصبح حاضرًا بينهم الآن ويشهد معهم الفتح الذي بشر به قبل سنين طوال.
يالهم من جيل إنَّ رفضهم للشيء، وفعلهم له كله وفاءٌ لرسول الله أرأيتم المحبة من النقيضين تفوح ثم تفيض
رئيس مجلس إدارة جريدة القاهرية