سامح بسيوني
لحظات عصيبة مفعمة بالأخطار والأهوال تساقطت قذيفة مدوية على حي من أحياء غزة المحاصر الصوت مرتفع إلى أبعد الحدود الأم كانت في مطبخها تبحث عن كسرة خبز لولدها الوحيد فسقط قلب الأم ؛ خوفًا على فؤاد قلبها ، فخرجت مسرعة في الطرقات تبحث عنه هنا، وهناك دون أدني فائدة.
يزداد الخوف والحزن على قرة عينها أين هو الٱن؟ هل أصابه مكروه؟ الجيران يخبرونها بأنه نقل إلى مستشفى المعمداني مع الأطفال المصابين، الأم تسرع إلى المستشفي والروع يصيبها خوفًا وقلقًا على وحيدها.
المسافة بين البيت والمستشفى ليست بالطويلة، ولكنها أحست بأن الطريق أصبح أكثر طولًا كالليلة من ليالي الشتاء المظلمة، وعقارب الساعة توقفت عن الدوران ودقات قلبها يحس بلوعة الفراق والحرمان، ووسواس النفس يطاردها، والحظ النحس يلازمها ؛ لقد توقفت السيارة عن السير بسبب قلة الوقود، لم تبالي الأم بالأمر ونزلت مسرعة وتمنت من سليمان الحكيم أن يعطيها بساطه لتلحق بعبير فؤادها وظلت تجري كأنها تفر من قسورة ودموع تنهمر من عيون ملئت الأرض حزنًا وأنينًا .
نفحات من الأمل تأتي إليها من جار يوقفها يا أم مصعب اهدئي مصعب بخير رأيته بالمستشفي بعض من الجروح الطفيفة روع الأم يهدأ بعض من الوقت وتقول في نفسها حمدا لله لحظات والمستشفي على بعد كيلو مترات، وتسمع الأم صوت دوي إنفجار فتقف الأمر متسمرة الأقدام وصرخت صرخة أوقفت فيها الطير في السماء وأخرجت الحيتان من بحارها القذيفة قصدت مستشفي المعمداني بلا رحمة ولا شفقة على المرضي والأطفال وكبار السن، وعندئذ صعدت عاطفة الأم إلى بارئها، أخبرتني لقد انتهي كل شيء، أردت أن أنظر إلى وليدي ولو لحظة واحدة ولكنهم بقسوتهم وبقذيفتهم منعوني أن أري فؤاد قلبي.
ولكن سوف أقف أمام المحكمة ليست محكمة العدل الدولية ولا غيرها من محاكم البشر، إنما أقف أمام محكمة شعارها (لا ظلم اليوم ) (وما ربك بظلام للعبيد) ميزانها شديد الدقة أنها محكمة العدل الإلهية أشكو فيها بثي وحزني الى الله.