القاهرية
العالم بين يديك
Index Banner – 300×600

نفتح ونغلق

92

كتبت/ رانده حسن
إختصاصى نفسي

المعلوم والأكيد فتح وغلق فعلين عكس بعضهما البعض ، وتعلمنا منذ الصغر أن أى كلمتان مضادتان لبعضهما فى الجمال التعبيرى ، يوضحان المعنى ويبرزا جمالهما.

ممكن أحد يقول إن الفتح أجمل من الغلق ، حتى دائما القول الدارج فى مجتمعاتنا (الله يفتح عليك/عليكى).
لكن فى الكلمات القادمة سنوضح أن الغلق يكون فى أحيانا كثيرة أجمل وأهم ويمكن لابد منه …وجب اللزوم.

نبدأ بالفتح …استبشارا بقول الله تعالى
في تأويل قوله تعالى: ﴿إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُبِينًا (١) لِيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ وَيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكَ وَيَهْدِيَكَ صِرَاطًا مُسْتَقِيمًا (٢) وَيَنْصُرَكَ اللَّهُ نَصْرًا عَزِيزًا (٣) ﴾
يعني بقوله تعالى ذكره لنبيه محمد ﷺ
إنا فتحنا لك فتحا مبينا ، وجميعنا يعلم المقصود هنا فتح مكة .

أحيانا نجد بعض الناس يقومون بفتح علاقات جديدة، أو التعرف على أشخاص من ثقافات مختلفة وشعوب العالم ،
فتح باب لكسب صداقات دراسية أو فى العمل ، أو الجيران.
ونجد أن الأهل يمكن بعد فترة من الزمن وتقلباته نفتح صفحة جديدة معهم .

ممكن شخص أو عدة أشخاص يقومون معا بفتح عمل جديد أو شراكة ، أو صداقة ، أو سفرية لمكان ما .

هناك فتح أسرة جديدة مكونة من زوجين فقط ، تكبر وتفنح أسرة اكبر من بعد الإنجاب.

وهناك شباب وشابات لديهم الطاقة والحماسة لفتح مستقبل جديد وأفكار جديدة ومبتكرة .

وأيضا لا ننسى أن هناك من يعيش الوحدة بقسوتها ومرارتها التى لا يشعر بها إلا من عاشها ، لديه باب الأمل المفتوح دائما وابدا لفتح باب لأيام جديدة لا يعيشها وحيدا منفردا ، بل إما قصة عمل جديد ، أو حب جديد ، أو صداقة … إلخ مهما كان العمر ، فالعمر ماهو إلا رقم يزيد مع مرور اليوم والسنة ولكن الروح والقلب يظلان دائما مليئان بالطاقة والحب والقدرة.

قد يكون هناك علاقات ، زواج ، صداقة ،…وكثير من هذا ، ويردون العودة مرة أخرى…نقف قليلا هنا توعية ونصيحة :
(يمكن لأي شخص فى الحياة أن يغلط أو أن يقوم بفعل خاطىء فى حق نفسه والآخرين ، هناك أشخاص تتعلم من هذا الخطأ وتداركه وتصلح من نفسها بل وتصبح أكثر نضج ، بينما هناك من يرى نفسه لا يخطأ ولا يغلط ، وأنه معصوم من الخطأ وأنه فلتة الزمان ، وهذا أكبر عدو لنفسه وللاخرين بل الكون لأنه لا يخطأ ، الأنبياء عليهم الصلاة والسلام جميعا بشر ومنهم من أخطأ ، وعاتبه الله
لكن هؤلاء لا يخطئون ، هذه الفئة الضالة التى تعيش بيننا هى نفوس عفنة خربة نبتعد عنها إلى أخر العالم)
إذا كان من يريدون الرجوع من المجموعة الأولى فأهلا ومرحبا ونعطى لهم الفرصة الثانية وأما إذا كانوا من المجموعة الثانية رجاء الابتعاد عنهم نهائيا فهم مصدر للضغوط والامراض النفسية والعصبية والاجتماعية.

بينما إذا تكلمنا عن الغلق
كلماتى هنا ليست عن غلق محلات أو شركات ،
ولكن أقصد غلق علاقات سامة مميتة ، خلق الله البشر جميعا سواسية ولكن النفوس البشرية ليست سواسية ، بعضها ملىء بالشر والحقد والغل والكره والحسد آفة الشرور منه
إذا وجد الإنسان فى دائرة علاقاته الإنسانية والإجتماعية وداخل عمله أيضا ومعارفه أى شخص مؤذى أو إنسان كيانه ملىء بالشر والسواد والحقد …هنا ادعوك أن تغلق باب الإتصال به والتعامل معه .
إذا كان هناك علاقات مع بعض الجيران علافاتهم سامة ومتطفلة ابتعد عنهم واغلق باب التواصل …هناك من يقول إن الرسول الكريم أوصانا بالجار ..نعم وجميعنا ينفذ هذه الوصية …ولكن هنا الحديث عن القلة المؤذية لأنها تؤذينا وأولادنا…

إذا كانت هناك علاقة زواج مؤذية بين الزوجين إحداهما يسىء إلى الآخر ، ولا يوجد بينهما أى نوع من التفاهم والمودة والرحمة والسكن…نغلق الباب لانه بمرور الوقت سنجد كارثة ستقع ذات يوم …وجميعنا يرى ويسمع كل دقيقة حاليا وليس كل يوم حتى الكوارث التى تقع من بعض الزيجات (الخيانة ، القتل ،والزنا ….)

الصداقات السامة التي تقوم على المصلحة والانتهازية والغاية والحسد وتمنى زوال الخير والنعمة …ابتعدوا عنها واغلقوا بابها
لأن هناك باب مفتوح بين الشيطان والإنسان يساعده على الحسد ، الكره ، والغل ، والقتل العمد وكوارث إجتماعية لم نكن نسمع من قبل عنها بل حاليا هناك من يتفنن فيها .

الغلق على أبواب الشر والبعد عن الضغوطات النفسية والأشخاص السلبية المليئة بالأمراض والآفات الإنسانية تنتشر فى مجتمعاتنا مجرى الماء فى النهر ، علينا أن نتعلم ونعرف كيفية الإختيار من القريب ومن البعيد ومن الأبعد ونعلم وندرب أولادنا أن هناك من يحبنا وهناك من يكرهنا ليس لأننا بنا عيوب بل هم الذين بهم عيوب ولا يريدون أن يروا نجاح وتفوق وتقدم غيرهم ولكن يريدون لهم الشر وفقط ليشعروا بذاتهم ليفرحوا بمصاب غيرهم .
أعاذنا الله جميعا من هؤلاء القوم .

قد يعجبك ايضا
تعليقات