كتبت – مني علواني
التشويه الممنهج للفطرة هو عملية تؤثر على الفطرة الإنسانية الطبيعية من خلال تغييرها وتشويهها بشكل متعمد. وقد يكون هذا التشويه نتيجة للتأثيرات الخارجية المحيطة بالفرد، مثل الثقافة والتعليم والتربية ، أو قد يكون نتيجة لقرارات واختيارات الفرد نفسه.
الفطرة تعني الطبيعة الأصلية للإنسان وميله الطبيعي والأنساني في التفاعل مع العالم المحيط به ومن حوله. وتشمل الفطرة الأحاسيس والانفعالات والميل الإيجابي نحو العطف والمساعدة والتعاون والمحبة. ومن المهم ملاحظة أن الفطرة ليست ثابتة وقائمة في مثل هذا السياق، بل قابلة للتأثر والتغيير بناءً على التجارب والظروف الحياتية.
ومع ذلك، يمكن أن يؤدي التشويه الممنهج للفطرة إلى تكوين سمات سلبية في الشخصية والسلوك الإنساني. وعادة ما تحدث هذه العملية عبر التدريب والتربية السلبية والظروف الخارجية الضارة. ومن الأمثلة الشائعة على التشويه الممنهج للفطرة هو تعليم الأطفال بعض القيم الخاطئة أو التحكم السلبي بالمشاعر الطبيعية لديهم.
قد يؤدي التشويه الممنهج للفطرة أيضًا إلى تغيير الأولويات والاهتمامات الأساسية للشخص وتحويلها إلى الأمور الدنيوية وذلك عن طريق الترويج للترف والجشع والرغبة في السلطة والتسلط على الآخرين. كما أنه يمكن أن يؤدي إلى التفكك الاجتماعي وفقدان القيم الأخلاقية والمبادئ الإنسانية الأساسية.
يتسبب التشويه الممنهج للفطرة في تجريف الروح الإنسانية وتبديد همتها الإيجابية والهادفة. قد يشعر الفرد المتأثر بالتشويه بالعجز والاستسلام من أمام تحديات الحياة وقد يتجه نحو السلوكيات العدوانية والمضرة للنفس والآخرين.
لحماية الفطرة والبقاء على اتصال بها، يجب أن نطرح الضوء على التربية الإيجابية وتعزيز التفاعلات الإنسانية الصحية وإشراك الأفراد في الأنشطة الإيجابية التي تعزز التواصل والتعاون والعطف والمحبة.
في الختام، يجب أن نكون واعين لمخاطر وآثار التشويه الممنهج للفطرة على الإنسانية وعلى العالم بشكل عام. يتعين علينا التركيز على التعليم الإيجابي والتربية السليمة والأنشطة البناءة التي تعزز الفطرة الإنسانية وتساهم في خلق مجتمعات أكثر ازدهارًا وتعاونًا.
رئيس مجلس إدارة جريدة القاهرية