القاهرية
العالم بين يديك
Index Banner – 300×600

نزاهة النفس

145

فاطمة عبد العزيز محمد

إن صلاح أفعال الإنسان مرتبط بصلاح أخلاقه، يقول تعالى : ﴿ وَالْبَلَدُ الطَّيِّبُ يَخْرُجُ نَبَاتُهُ بِإِذْنِ رَبِّهِ وَالَّذِي خَبُثَ لَا يَخْرُجُ إِلَّا نَكِدًا ﴾ [الأعراف: 58].

وتمثل الأخلاق ركنًا أساسًا في حياة الإنسان فردًا وجماعة، وضرورةً إنسانية لازمة لحياة المجتمعات، وبدونها يصبح الإنسان ذئبًا يعدو على أخيه الإنسان، ولا يمكن عندئذٍ إقامة حياة اجتماعية سليمة.
فهى جزء لا يتجزأ من الإيمان، وأن الذى يسرق عشرة جنيهات من أموال الشعب كأنه يسرق رغيف عيش من ألف جائع، وأن أى جنيه يسرق من المال العام، معناه حفرة فى الشارع الذى نمشى عليه لا نستطيع ردمها لعجز الموارد، معناه مشكلة مجارى لا نجد ثمن مواسير لحلها. معناه معاناة مواطنين بسطاء يحتاجون رفع مستوى معيشتهم، معناه الشقاء اليومى فى وسائل المواصلات، وفى السير فى الشوارع، الذى يسرق من مال الشعب لا يرتكب جريمة واحدة، فالمبلغ الذى سرقه قد يكفى لحل مشكلة عدد كبير من الأسر التى تعيش مكدسة فى شقق ضيقة بسبب ضيق المساكن، مما يفسد الجو الأسرى، قد يكفى لإتمام عدد كبير من الزيجات، وقد يمنع عددا من حالات الطلاق، وقد يوفر مصاريف الدراسة لعدد من الأطفال.
لقد عشنا سنوات فى أزمنة مضت، سرقت أموال، واغتصبت شقق، وخربت مصانع، مما أدى إلى أن وجد الشباب أبواب الدنيا مغلقة فى وجوههم، وأصبح أمل بعض الشباب أن يهاجر، وكثير من الفتيات أن يتزوجن شبابا قادما من الخليج يحمل ثمن الشقة.

ولقد جعل الإسلام العمل المشروع من أبرز المبادئ التي ينبغي أن يقوم عليها طلب الرزق، فالواجب على كل مسلم تحري العمل المشروع المباح واجتناب جميع الأعمال التي نهى عنها الإسلام وحذر منها، يقول تعالى موجها لذلك: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَاشْكُرُوا لِلَّهِ إِنْ كُنْتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ ﴾ [البقرة: 172]، ويقول تبارك وتعالى : ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَنْفِقُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا كَسَبْتُمْ وَمِمَّا أَخْرَجْنَا لَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ وَلَا تَيَمَّمُوا الْخَبِيثَ مِنْهُ تُنْفِقُونَ ﴾ [البقرة: 267].
وعن عبدالله بن عمرو – رضي الله عنهما – أنَّه قال: “لعن رسول الله – صلَّى الله عليه وسلَّم – الراشي والمرتشي”.
فالمسلم مطالب بأن يأكل من حلال، وإذا أنفق فعليه أن ينفق من طيبات ما كسب، ولا يتحقق ذلك إلا بأن يكون العمل الذي اختاره وعمل فيه مشروعا قد أباحه الإسلام، وان يتبع المسلم اخلاقيات الإسلام في هذا العمل.

قد يعجبك ايضا
تعليقات