القاهرية
العالم بين يديك
Index Banner – 300×600

حيوان الدنبوع

143

تقرير – ياسمين إبراهيم

حيوان الدنبوع أو خلد الماء أو البلاتيبوس

هذا الحيوان يسمى دنبوع (Danpoa) ( خلد الماء ) يعيش في شمال استراليا.

لا يصنف من الطيور لأنه يزحف على بطنه.

ولا من فصيله الأسماك لأنه يعيش على الأرض.

ولا يصنف من الزواحف لان له منقار ڪمنقار البطة ولا من فصيلة الحيوانات البرية لأنه يستطيع العيش تحت الماء.

ولا يصنف من الثديات لأنه يبيض.

ولا يصنف من الطيور لأنه يرضع صغاره

خُلْدُ المَاءِ أو خُلْدُ المَاءِ بَطِّيِّ المِنقَارِ أو الپلَاتِيپُوسُ أو مِنقَارُ البَطَّة أو البُلْطُوس هو ثدييٌّ نصف مائي بيُوض (تضع أُنثاه البيض)، يستوطن تسمانيا والسَّواحل الشرقيَّة من أُستُراليا على مقربةٍ من الأنهار والبُحيرات. تُعتبرُ مناجذ (جمع خُلد) الماء إحدى الأنواع الخمسة الباقية من رُتبة وحيدة المسلك، أمَّا الأُخرى فهي الأنواعُ الأربعة من النضناض (قنافذ النمل). ووحيداتُ المسلك هي الثديَّيات الوحيدة البُيُوضة، أي التي تضعُ بيضًا يفقسُ منه صغارها عوض أن تلدها حيَّة كسائر الثديَّيات. وخُلدُ الماء هو المُمثل الوحيد الباقي من فصيلة بطيَّة المنقار

حيَّرت هذه الكائنات العُلماء الأوروپيين فترةً من الوقت بعد اكتشافها، فكانت – في نظرهم – عبارة عن خليطٍ عجيبٍ من الكائنات: فهي من الثديَّيات لكنها تضع البيض كالطُيُور، ولها منقارٌ كمنقار البط، وذيلٌ كذيل القُندُس، وقوائم مُكففة الأصابع كقوائم القضَّاعات (ثعالب الماء)، فاعتبرها البعض حلقةً بين الثديَّيات والزواحف. مناجذُ الماء من الثديَّيات السَّامَّة القليلة، فالذكر منها يتمتَّع بِمخلبٍ مهمازيٍّ إضافيّ على كُلِّ رجلٍ من رجليه الخلفيتين يتَّصلُ بِغُدَّةٍ سامَّةٍ يُمكنُ أن تتسبب بِألمٍ مُبرحٍ لِأيِّ إنسانٍ يُطعنُ بها. المظهرُ الخارجيّ لِمناجذ الماء يجعلها موضع دراسةٍ بارزٍ ومُهم في ميدان علم الأحياء التطوُّريّ، كما أنَّهُ جعلها رمزًا أيقونيًّا لِأُستراليا؛ فكثيرًا ما تُجسَّد هذه الكائنات بهيئتها الفعليَّة، أو بِهيئةٍ هزليَّة أو كرتونيَّة، في عدَّة مجالات أو ميادين ثقافيَّة أُستراليَّة، ومن ذلك أن نُقشت صورتها على خلفيَّة العشرين سنتًا أُستراليًّا، وجُعلت شعار ولاية نيوساوث ويلز

شاهد الأوروپيين خُلد الماء لِأوَّل مرَّة في سنة 1798م، عندما أرسل حاكم نيوساوث ويلز القُبطان جون هنتر فروة إحدى المناجذ إلى بريطانيا مُرفقة بِرسمٍ لِخُلد ماءٍ حيّ. اعتقد العُلماء البريطانيين لِأوَّل وهلة أنَّ الكائن المُصوَّر مُزيَّف، وليس أكثر من مجموعة أعضاء لِعدَّة كائنات خيطت بِبعضها البعض.وُصفت هذه الكائنات وصفًا علميًّا لِأوَّل مرَّة من قِبل العالم جورج شو سنة 1799م، في مُؤلَّفه حامل عنوان «مُنوَّعات الطبيعيَّات» (بالإنجليزيَّة: Naturalist’s Miscellany). وفي هذا المُؤلَّف قال شو أنَّه يستحيل على الباحث ألَّا يُشكك بِوُجود هذه الحيوانات في الواقع بِسبب هيئتها وطبيعتها الغريبة، فيما رفض العالم الإسكتلندي روبرت نوكس الاعتراف بِوُجود تلك الكائنات، وقال بِأنَّ العيِّنة التي أُرسلت يُحتمل أنَّها جُمعت على يد مُحنِّط آسيوي خبير فيما يصنع، وأنَّ أحدهم أتى بِجيفة حيوانٍ شبيهٍ بِالقُندس وخيَّط منقار بطَّةٍ إليه. حتَّى أنَّ شو سالف الذِكر قطَّع الفروة المُرسلة من أُستراليا بِواسطة مقص في مُحاولةٍ منه لِلعُثُور على الغُرز المُستخدمة في ربط أجزاء الكائن بِبعضها.

كانت مناجذ الماء تُصادُ لِلحُصُول على فرائها الثمين حتَّى أوائل القرن العشرين الميلادي، وكادت أن تنقرض بِسبب الإفراط في صيدها، لكنها تجاوزت ذلك الخطر بِفضل قوانين الحماية في جميع أنحاء موطنها.خضعت هذه الحيوانات لِبرامج إكثارٍ مُكثفةٍ في أُستراليا حتَّى تعافت بعض الشيء، إلَّا أنَّها ما زالت عرضةٍ لِلخطر في موطنها الطبيعي نتيجة التلوُّث المائي الذي طال المجاري والمُسطَّحات المائيَّة التي تقطنها، على أنَّ ذلك الخطر ليس فادحًا. في موسم التكاثُر تحفر الپلاتِيپُوس الأُنثى وجارًا خاصًّا قد يزيدُ طوله على ستَّة أمتار ينتهي بِحُجرة العُش التي تُبطِّنُها بِالعُشب والأوراق. وتضعُ الأُنثى في هذا الوجار من بيضةٍ إلى ثلاثٍ (وغالبًا اثنتين)، والبيضةُ جلديَّة القشرة وافرةُ المُحِّ طولها حوالي 18 ملِّيمترًا. وتحضنُ الأُنثى البيضات بِلفِّ الجسم حولها، ولا تُغادرها حتَّى تفقس في حوالي عشرة أيَّامٍ. وليس لِلأُمُّ جرابٌ كما الكناغر والكُوال وغيرها من الثديَّيات الأُستراليَّة، وهي تُرضعُ صغارها من ثُقوبٍ جلديَّةٍ تُفرزُ الحليب.

تغتذي مناجذ الماء (بجراد البحر و الديدان) وصغار السَّمك التي تصطادها في قاع الجداول والبُحيرات. ويستطيع خُلدُ الماء البقاء تحت المياه فترةً قد تبلغ خمس دقائق تتغطَّى فيها عيناه وأُذُناه بِطيَّاتٍ جلديَّةٍ، ويعتمدُ الخُلدُ حينها على النهايات العصبيَّة في خطمه الحسَّاس لِتحديد اتجاه ومكان الفريسة المنشودة. ويحفرُ خُلدُ الماء وكرهُ في ضفَّة الماء على شكل نفقٍ سطحيٍّ مُتعدد الفُتحات غالبًا، وكثيرًا يتخيَّرهُ بين جُذُور شجرةٍ على مقرُبةٍ من مُستوى سطح الماء.

قد يعجبك ايضا
تعليقات