القاهرية
العالم بين يديك

اكتشف موهبتك

194

بقلم دكتورة سلوى سليمان

وهب الله للإنسان الموهبة ، ويحتاج منه أن يكتشفها ويطورها، فكل شخص منا لديه موهبة مميزة، يستطيع اكتشافها منذ وقت مبكر في الصغر ، فقد تظل سنوات طويلة تحاول معرفة الموهبة التي تميزك، أو قد تكتشفها، ولا تعلم .

واكتشاف الموهبة وتطويرها أمر أشبه بالتنقيب عن المعادن النفيسة، فالمعادن والكنوز تكون مدفونة، وتحتاج بذل الجهد لاكتشافها ، وبالطبع قد يحالفكِ الحظ وتكتشفها بسهولة وفي سن صغيرة، وهنا قد تحتاج لتطويرها، واستثمار ها، وقد لا تتمكن من ذلك فتخبو وتختفي…
وأولى الخطوات لاكتشاف ما لديك من مواهب هو تحديد ميولك، والعمل على إظهارها، وعكس ذلك يبقيها مدفونة فقد تتلاشى مع الوقت، لذا يجب عليك إعادة اكتشاف نفسك. و لا تقول أبدًا فات الوقت، فمازال هناك وقت لاكتشاف العملاق الذي بداخلك، من مواهب وممتلكات خاصة
فكم من مواهب فنية وأدبية وأكاديمية تجلت وظهرت إلى الوجود وأصحابها في سن متأخرة، فقط ابدأ .
فقط ابحث عن ما تحب وتذكر ما كان يستهويك في فترات مبكرة من عمرك فقد تكتشف موهبتك الحقيقية، وأن لم تجد أشياء مميزة فاختر أنشطة متعددة حتى تجد من بينها ما تبرع وتبدع فيه.

ومن أكثر الطرق التي تحفزك صوب التقدم والتغيير هو وضع أهداف محددة واضحة لنفسك ومن الأفضل أن تكون ذات توقعات أعلى مما انت فيه الآن، .فمثلا اذا كانت لديك تجربة في كتابة الشعر فيمكنك تحفيز نفسك بقراءة كتب في هذا المجال ومحاولة الكتابة مجددا، وقد تثري معلوماتك بحضور دورات تدريبية من أجل تنمية هذة القدرة، وتصل بموهبتك الي مستوى أعلى .
كذلك استعن بالبحث والقراءة في المجالات المختلفة، فقد تخرج الي الأفق إمكانيات وقدرات كانت فعليا كامنة، وقد ساهمت محاولاتك الدؤوب في اكتشافها، فحقيقة مداومة البحث ينمي ويعزز الملكات الجديدة .
ومن الأحرى أن تندمج وسط مجموعات يشاركونك الهوايات حيث يثري ذلك خبراتك، ويكون دائما دافعا لك صوب الإمام .
ومما لاشك فيه أن لكل منا نقاط قوة، وقد لا نتمكن من اكتشافها، ولكن يمكن الشعور بها، فقد تشعر بالطلاقة عند التحدث عن الكتب التي تفضلها، أوتجيد اختيار الملابس وتنسيقها، أو تتفنن في رسم لوحة وهكذا هناك أشياء قد تشعرك بإجادتها، وعادة ما تكون هذه الأشياء هي موهبتك الدفينه… وقد تلجأ إلى اجراء اختبارات تساعدك على تحديد قدراتك أو المجال الذي تبدع فيه. أو صديق مقرب حيث يمكنه بسهولة أن يكون مرآة لك فترى من خلاله قدراتك، ناهيك عن آراء والديك، فهم أكثر الأشخاص الذين يعرفون الأشياء التي تحبها وتبرع فيها، فقط اسأل والديك، وسيخبراك بما إذا كنتِ تحب الرسم على الحائط أو اختلاق القصص أو التمثيل أو قراءة الكتب، ومن المحتمل أنكِ ما زلتِ تحب الأشياء نفسها، ولكن ضغوط الحياة لم تسمح لكِ باكتشاف ذلك.

ختامًا… أهم نقطة يجب أن تضعها فى حسبانك أن تؤمن بنفسك وقدراتك، وتعمل على تطوير الموهبة الخاصة بكِ، فأنتِ مميز ككل شخص آخر، فثقتك في نفسك ستساعدك على التعلم والتطور بشكل أسرع، ولا تخشي أبدًا الفشل، فدائمًا هناك فرصة أخرى للنجاح، والتميز.

قد يعجبك ايضا
تعليقات