السيد عيد
تتلألأ النجوم في السماء وسط فضاء رحب للغاية، والأكثر اتقاداً هي تلك التي ترحل إليها نظرات العيون..
تتسابق إليها جسور الأنفاس كي ترتوي من جسور عطورها ، محظوظة حيث لم تنشغل بأي عداوات حولها فأصبحت محظوظا لشعوري بخفقات قلبها .
في الماضي كان انبهاري بها يعود إلى مقارنتها مع غيرها ، أما الآن فالانبهار بها يشدني إليها أكثر وأكثر حيث أقارنها مع الجمال نفسه .. لكنها تبقى متفوقة بخصوصياتها لأجدها مليئة بالرشاقة والترهل.. الثروة والفقر.. النظافة والاتساخ.. العلوم والجهل.. كلما ازدادت تناقضاتها ازداد توهجها
إنها مصر يا سادة، مصر التي احبها من كل قلبي فقال عنها الشاعر حافظ ابراهيم شاعر النيل في قصيدته «مصر تتحدث عن نفسها» «وقف الخلق ينظرون جميعاً.. كيف أبني قواعد المجد وحدي.. وبناة الاهرام في سالف الدهر.. كفوني الكلام عند التحدي.. انا تاج العلاء في مفرق الشرق.. ودراته فرائد عقدي
هي مصر التي لم اعشق بلدا كما عشقتها، وهي اغلى عندي من نفسي، فالناس هنا يختلفون عن كل سكان العالم حتى أبنائها المتفوقون علمياً ومهنياً لم يخرجوا من شاعريات العصر القديم.. مازالت المرأة جميلة ومترفة..مازالت القهوة تتسع لجلوس ساعات طويلة.. ولائحة معروضاته تجمع بين تذوق الطبيعة وما هو مصنوع بإرادة الإنسان.. الابتسامة هدية خاصة ترصع على الشفاه من الانسان البسيط ترحيباً بالآخرين.. العصر القديم كان يضع حسن النوايا وبهجة التكريم ونظافة كل ما تطأ عليه قدم بشرية في واجهة التعامل والناس
إن الناس يتنافسون في كثافة جهد ما يبذله كل واحد منهم.. أفكاراً وعملاً حبا في مصر، مصر النيل، مصر الاهرامات وابو الهول مصر هي التي هزمت التتار والمغول، وهزمت الصليبيين في معركة المنصورة، مصر التي قال الله عنها اهبطوا مصر آمنين مصر هي ارض الانبياء موسى وهارون، واليها هاجر سيدنا المسيح وامه العذراء، ومنها تزوج سيدنا ابراهيم السيدة هاجر، وتزوج منها سيدنا محمد مارية القبطية، وانجب منها ابنه ابراهيم.
وعلي الرغم من أننا مستاءون من محرقة الغلاء، ونفوخنا يكاد ينفجر من فرط ما نعاني من ارتفاع الأسعار وفقر و وبطالة، الا أننا نتعشم بوضع حد للارتفاع الصاروخي المتواصل في الأسعار ، التي أضرمت النار في جيوبنا .
عندها نتشبع كلنا من نبع الوطنية لتتفجر الطاقات للنهوض بها.. وسوف يصبح كل محب عاشق عامل منتج، مخترع، مخلص ، عاشق للوطن.. يحث أبناءه علي حب أم الدنيا مصر.. يردد ليل نهار.. أحبها من كل روحي ودمي .