القاهرية
العالم بين يديك

مواقف وطرائف

181

بقلم حسن محمود الشريف
من حفر حفرة لاخيه وقع فيها
يحكى ان إمرأتين دخلتا على القاضي ابن أبي ليلى, وكان قاضيا معروفا وله شهرته في زمانه.
وكانت المرأتان منتقبتين فقالت واحدة منهن أيها القاضي: إن النفس يضيق عندى في الغرف الضيقة، وإن هذه الغرفة ضيقة, فهل تسمح لي ان اكشف عن وجهي،
فقالت المرأة الأخرى أيها القاضي إنها تكذب ولا تصدقها فإن لها وجهاً جميلاً أخاذاً لو كشفته لمِلت في القضية وللقاضي الحق إن وجب الأمر للتاكد من هوية المتقدم.
فقال القاضي من تبدأ،
فقالت إحداهن ابدئي أنت فقالت: أيها القاضي مات أبي وهذه عمتي وأقول لها يا أمي لأنها ربتني وكفلتني حتى كبرت.
قال القاضي: وبعد ذلك،
قالت: جاء ابن عم لي فخطبني منها فزوجتني إياه ،
وكانت عندها بنت فكبرت البنت وعرضت عمتي على زوجي أن تزوجه ابنتها بعد مارأت بعد ثلاث سنوات من حسن خلق زوجي رغم أنه متزوج مني أنا،
‏ وزينت ابنتها لزوجي لكي يراها، فلما رآها أعجبته قالت العمة أزوجك إياها على شرط واحد أن تجعل أمر ابنة أخي زوجتك الأولى لي ،
فوافق زوجي على الشرط
.وفي يوم الزفاف بعد ما زينت عمتي ابنتها وادخلتها على زوجي،
جأتني عمتي وقالت: إن زوجك قد تزوج ابنتي وجعل أمرك بيدي فأنت طالق،
فاصبحت أنا بين عشية وضحاها مطلقة.
وبعد مدة من الزمن ليست ببعيدة, جاء زوج عمتي من سفر طويل, فقلت له يازوج عمتي تتزوجني وكان زوج عمتى شاعرا كبيرا.
فوافق زوج عمتي، وقلت له لكن بشرط أن تجعل أمر عمتي إلي، فوافق زوج عمتي على الشرط، فارسلت لعمتي وقلت لها لقد صرت زوجة لزوجك فلان وقد جعل أمرك إلي وأنت طالق، فأصبحت عمتي مطلقة .
فوقف القاضي عندما سمع الكلام من هول ما حدث. وقال يا الله،
فقالت له اجلس القصة ما بدأت بعد
فقال القاضى أكملي ،
فقالت وبعد مدة مات هذا الرجل الشاعر الذى كان زوج عمتى وهو زوجي الآن فبعد أن مات جاءت عمتي تطالب بالميراث من زوجي الذى هو طليقها فتصارعت العمة معي على الميراث، فقلت لها هذا زوجي ماعلاقتك أنت بالميراث،
وعند انقضاء عدتي بعد موت زوجى جاءت عمتي بابنتها وزوج ابنتها الذى هو زوجي الأول وكان قد طلقنى وتزوج ابنة عمتي ليحكم بيننا في أمر الميراث فلما رآنى تذكر أيامه الخوالي معى وحن إلي، فقلت له تراجعنى. فقال نعم.
قلت له بشرط أن تجعل أمر زوجتك ابنة عمتي إلي. فوافق. فقلت لابنة عمتى أنتِ طالق.
فوضع ابن أبي ليلى القاضي يده على رأسه،
وقال أين السؤال:
فقالت العمة : أليس من الحرام ايها القاضي أن نُطلق أنا وابنتي ثم تأخذ هذه المرأة الزوجين والمسرات
فقال ابن أبي ليلي:
والله لا أرى في ذلك حرمة،
وما الحرام في رجل تزوج مرتين وطلق وأعطى وكالة.
وبعد ذلك ذهب القاضي للمنصور امير المؤمنين وحكى له القصة فضحك المنصور حتى تخبططت قدماه في الارض وقال: قاتل الله هذه العجوز من حفر حفرة لاخيه وقع فيها .

قد يعجبك ايضا
تعليقات