العنف ضد المرأة فى المجتمع والحياة الأسرية

كتبت _نورهان فؤاد

تعد مشكلة العنف ضد المرأة فى المجتمع العربى، من أبرز المشكلات، نظرا لخطورة تأثير تلك المشكلة على المجتمع، فالعنف ضد المرأة سلوك عنيف يمارس ضدها، ويقوم على التعصب للجنس، ويؤدى إلى إلحاق الأذى الجسدى والنفسى بها، كما يعد تهديد المرأة بأى شكل من الأشكال وحرمانها والحد من حريتها فى حياتها الخاصة أو العامة من ممارسات العنف، ويشكل العنف ضد المرأة انتهاكا واضحا وصريحا لحقوق الإنسان، فهو يمنعها من التمتع بحقوقها الكاملة وعواقب هذا العنف ليس على المرأة فقط، بل يؤثر أيضا على الأسرة والمجتمع بأكمله والعنف ضد المرأة لا يرتبط بثقافة أو عرف أو طبقة اجتماعية بعينها بل هو ظاهرة عامة

أشكال العنف ضد المرأة
لا ينحصر العنف ضد المرأة فى شكل واحد بل يتخذ عدة أشكال منها
•العنف الجسدى
فهو يعد من أكثر أنواع العنف وضوحا ويشمل ممارسة القوة الجسدية ضد المرأة، وذلك باستخدام الأيدى، أو الأرجل، أو أى أداة تلحق الأذى بجسدها، ويتخد عدة أشكال فقد يكون على شكل ضرب أو صفع أو غير ذلك.

العنف النفسى
يرتبط العنف النفسى بالعنف الجسدى فإن المرأة التى تتعرض للعنف الجسدى تعانى من آثار نفسية كبيرة، وقد يمارس هذا الشكل من العنف من خلال عدة طرق، منها إضعاف ثقة المرأة بنفسها، والتقليل من قدراتها وامكانياتها، وتهديدها، وقد يظهر أثره على المرأة عن طريق شعورها بالخوف، أو الاكتئاب، أو فقدان السيطرة على الأمور من حولها، أو القلق، أو انخفاض مستوى تقديرها لذاتها.

العنف اللفظى
يعد من أكثر أشكال العنف تأثيرا على الصحة النفسية للمرأة، وهو النوع الأكثر انتشارا فى المجتمعات، وقد يكون من خلال شتم المرأة بألفاظ سيئة وبذيئة، أو احراجها أمام الآخرين، أو السخرية منها، أو الصراخ عليها.

•العنف الإقتصادى
يشمل هذا العنف محدودية وصول المرأة إلى الأموال، وحصولها على الرعاية الصحية والعمل والتعليم، إضافة لعدم مشاركتها فى اتخاذ القرارات المالية، وغير ذلك.

أسباب العنف ضد المرأة
تعود أسباب العنف ضد المرأة إلى دوافع اجتماعية، ونفسية، واقتصادية
•الدوافع الاجتماعية: وهذه الدوافع تتمثل فى الأعراف الاجتماعية التى تقلل من فرص المرأة فى الحصول على التعليم، والعمل، إضافة إلى المعايير الثقافية المجتمعية التى تقبل العنف ضد المرأة كوسيلة لحل وتسوية الخلافات بين الأشخاص
الدوافع النفسية: وهى تتمثل فى تعرض الشخص أثناء طفولته للايذاء، ومشاهدته العنف بين والديه، أو غياب الأب عن الأسرة
الدوافع الاقتصادية: فهى تعد من أهم دوافع وأسباب العنف ضد المرأة، والسبب فى ذلك ضغوطات الحياة، والظروف الاقتصادية، وإسراف المرأة فى الاستهلاك احيانا

آثار العنف ضد المرأة
•الآثار الصحية والنفسية: يمكن أن ينتج عن العنف ضد المرأة العديد من الإصابات، بالإضافة إلى الصداع، وآلام فى الظهر والبطن، واضطرابات فى الألياف العضلية والجهاز الهضمي، ومحدودية الحركة، واعتلال الصحة بشكل عام، ويمكن أيضا أن تشمل الآثار النفسية للعنف ضد المرأة الإصابة بالاكتئاب والشعور بالإجهاد ومشاكل فى النوم، وكما يمكن أن يقود المرأة أحيانا إلى محاولات الإنتحار

•الآثار الاجتماعية والاقتصادية: ينتج عن العنف ضد المرأة عائقا أمامها فى مشاركتها فى الأنشطة المنتظمة، فقد تعانى النساء نتيجة العنف من العزلة، وعدم القدرة على العمل، وبالتالى فقدان الأجر، وينتج عن العنف أيضا عدم تمكن المرأة من الإعتناء بنفسها وبأطفالها بالشكل الصحيح

الوقاية من العنف ضد المرأة
فيجب تعزيز جانب التصدى للعنف الممارس ضد المرأة، وتبدأ الوقاية منه عبر المناهج الدراسية التى يجب أن تضم برامج للتعريف بالعنف ومخاطره، واتباع عدة وسائل منها: الخطط الإقتصادية التى تمكن المرأة من تعزيز دورها فى المجتمع، والإستراتيجيات التى تغرز المساواة بين الرجل والمرأة، ومهارات التواصل بينهم، إضافة إلى البرامج التى توضح ضرورة العلاقة بين الأزواج وداخل المجتمعات على مبادئ الإحترام، كما يجب التصدى للعنف ضد المرأة من خلال تصويب القواعد الثقافية الخاصة بنوع الجنس، وتنمية استجابة القطاع الصحي لحالات العنف ونشر الوعى حول هذا الموضوع
الاستماع لتجارب النساء اللواتي تعرضن للعنف والإستجابة لاحتياجاتهن.
تدريب المرأة وتعزيز قدرتها على كسب المال، إلى جانب دعم أسرتها.
توعية المجتمع بسلبيات الزواج المبكر، والزواج القسرى.
تشجيع مشاركة المرأة فى العملية السياسية والتنمية الاقتصادية.
الإبلاغ عن أى شكل من أشكال العنف ضد المرأة عند التعرض له أو مشاهدته.