بقلم _د.مايسة إمام
_ إن عملية التفكير هي العملية عقلية تميز الإنسان عن غيره من المخلوقات يقوم فيها بتشغيل عقله بعد الإستجابة للمنبهات والمحفزات الخارجية التي تستثيره للتعامل معها ويتوقف رد الفعل الفكري والسلوكي له على عدة عوامل كخبراته السابقة وتجاربه الواعية ومتغيرات الحياة حوله.
وتنبثق العلاقة بين تنمية الفرد وفكره من خلال أنواع التفكير التي تعد قناة تنموية رئيسية في حياته ومن أنواع هذا التفكير الذي تدعم التنمية دعماً قوياً :
1- التفكير التأملي :
ويعد هذا النوع خطوة البداية دائماً لأي عمل والتمهيد الذي يعد الإنسان فيه نفسه للنماء والتطور ويرسم في خياله خطة عمله وتطويره محدداً الخبرات المطلوبة لذلك والمهارات المستخدمة لديه ، والأدوات التي يحتاجها كما يربط بين الطاقات الكامنة لديه ومعطيات العالم الخارجي ليحصل على أفضل نتيجة مثل
شخص يريد يقيم مشروعا تجاريا فلابد أو أن يفكر هل يصلح هو نفسه للتجارة هل يملك مقومات التاجر الناجح ، هل لديه الخبرة والمهارة للعمل الذي اختاره وهكذا
2- التفكير التحفيزي :
وهو النوع الذي يدفع صاحبه للأمام مستغلاً في ذلك كافة وحداته من إشارات ورموز والتي تمثلها الحركات والإيماءات ومعانيها ، الصور سواء كانت واقعية أم خيالية ،اللغة والرموز وتحليلها لتوسعة المدارك ، النشاط الحركي لتحفيز العضلات الجسمية للعمل لكل ماسبق يعد هذا النوع من التفكير مؤثراً بفاعلية في عمية التنمية البشرية ويدخل ضمن الخطوات التنفيذية
3_ التفكير المجرد :
وهو التفكير الذي يعتمد على منهج محدد في العمل ولغات ومفاهيم ورموز أكثر تحديداً ومباشرة لذلك تتم عملية تنمية الإنسان من خلاله بسهولة وسرعة ونتيجة مضمونة كإعداد دراسة علمية مثلا أو كتابة قصة فكل منهما منهجها وأدواتها ولغتها ومفاهيمها المختلفة عن الأخرى وتضمن النجاح إذا اتبع الخطوات
4_ التفكير الإبداعي :
وهو النوع الذي يعمل العقل فيه خارج الصندوق أي بشكل غير إعتيادي، فيلاحظ صاحبه أشياء لا يلاحظها غيره ويرصد ظواهر وإشارات لا تبدو للآخرين ويستغلها في التجديد وإخراج أفضل نتيجة ، ولا يقتصر هذا النوع على مجال معين أو أسلوب معين في التنفيذ بل يمتد لجميع المجالات الفنية والعلمية والعملية ويستخدم من الوسائل ما يترائى له كالعصف الذهني أو المناقشة الفردية أو الإستقصاء المعلوماتي ، كما إن هذا النوع لا تحكمه شروط أو ضوابط فهو الأكثر حرية في أنواع التفكير وبذلك الأكثر تنمية وتطويراً لصاحبه وكذلك أكثر تخفيفاً لحدة التوتر والضغوط النفسية وإتاحة الفرصة لإزالة أي معوقات للنماء الإنساني ولكن يحتاج لقدرات خاصة لا تتوفر إلا في البعض وليس الكل
5_ التفكير المتشعب :
وهو النوع الأكثر إختلافاً وتنوعاً أو مايسمى بالتفكير المتعدد وهو أكثر الأنواع تعقيداً وتركيباً لأنه يعتبر مركز الشفرة للتفكير الذكي وهذا النوع من التفكير تلعب فيه الحالة المزاجية دور كبير في تحقيق الهدف وأعلى معدلات الرقي والنمو الإنساني ويمكن ان يحقق أسرع معدلات تنمية بشرية لأنه يتيح الفرصة للوصول لأكثر من طريق للنجاح وجعل الإنسان مميز ومختلف في الوسط المحيط به لأنه بفضله يستطيع أن يزيد مساحة التوقعات والاحتمالات لحل أي مشكلات تواجهه أو أمور تصعب علية مناحي حياته ولكن مما يجب مراعاته في عملية التنمية بالتفكير المتشعب هو عدم التشتت أو التأثر المباشر بالعوامل الخارجية السلبية بالتالي إهدار مجهود ضائع
تابع سلسلة مقالات أكذوبة التنمية.البشرية اللاإسلامية من واقع رسالتي للماچستير والتي تحمل عنوان المنظور الإسلامي للتنمية البشرية
رئيس مجلس إدارة جريدة القاهرية