القاهرية
العالم بين يديك

مخلوق يبحث عن خالقه

121

 

بقلم عطية حسين

منذ فجر التاريخ والإنسان في صراع فكري دائم صراع لمخلوق يبحث عن خالقه ، يبحث بمقتضى فطرته وطبيعة وجوده ، عن خالقه وموجده ، وعن الحقيقة وما وراءها ، والحياة ، وأسرارها ، والأكوان وحكمة وجودها ، والمادة وأصلها ، والروح وكنها وكم حاول ولا يزال يحاول معرفة سر الحياة ، وإدراك لغز الكون وتعال الحياة مد وحقيقة خالق الوجود . وطالما تصور الإنسان الخالق بصور شتى تناسب ذوقه وعقليته وتعالى الله عما تقول علواً كبيراً . وهكذا يخلو الإنسان إلى نفسه يسألها وتسأله ، ويحاورها وتحاوره : أين راح ملايين البشر الذين كانوا قبلنا ؟ وأي جديد نراه إذا نظرنا إلى الماضي البعيد ؟ وكم ترددت هذه الكلمات ما هذه الحياة ؟ وما الغرض من هذا الوجود ؟ وأين كان الإنسان قبل الآن ؟ وإلى أين المصير ؟ لا يدرى الإنسان من أين أتى ، ولا إلى أين يسير . وطالما تاقت نفسه إلى معرفة خالقه وموجده ؛ ليتحبب إليه ، ويتقرب منه ، ويقبل عليه ؛ لأنه يحس حاجته إليه ، كما يحس الطفل حاجته إلى ثدي أمه ، ويستشعر الحاجة إلى حماية خالقه ، حيث لا أمل له إلا فيـه ؛ ليجد الاستقرار بجانبه ، وحتى لا يعيش بين الظلام والضباب ، والوهم والخيـال . وقد رأى أن الحيـاة كمجلة تدور ، ولا بد أن تأخذ دورتها كاملة حتى نهاية الحياة

قد يعجبك ايضا
تعليقات