القاهرية
العالم بين يديك

أنواع الاختبارات

191

 

كتب د. محمد صلاح

الامتحان هو أكثر ما يشغل الأسر المصرية حيث يرتبط ما يحصل عليه الطالب من نتائج في الامتحان بخريطة سيره في الدراسة وما يلتحق به من مدارس وكليات وبالتالي ما سيلتحق به في المستقبل من وظائف وهو ارتباط كبير وضع الامتحانات في بؤرة اهتمام الأسرة المصرية .
والامتحانات يمكن تصنيفها من حيث تفسير درجة الطالب إلى:
امتحانات معيارية وهى امتحانات تهدف إلى تحديد كمية المعلومات والمهارات التي حصل عليها الطالب وتدل الدرجة على ترتيب الطالب بالنسبة لأقرانه في الصفة المقاسة ويكون محك الأداء هو متوسط أداء الطلاب ويستخدم هذا النوع من الامتحانات كتقويم نهائي تجميعي في نهاية فترة دراسية أو عام دراسي وهو الطريقة الأساسية للتقويم في نهاية الشهادات العامة وفي بعض الحالات عند التعامل مع أعداد صغيرة أو متوسطة من الطلاب اعتبار أكبر عدد من الأسئلة يجيب عنه أحد الطلاب نهاية عظمى للامتحان وتفسر باقي درجات الطلاب على أساسه وتلاقي هذه الفكرة العديد من الانتقادات في الأعداد الكبيرة حيث من الممكن أن تكون درجة أكبر طالب منخفضة وقريبة من درجة النجاح وبذلك يتم تفسير درجة طلاب راسبين على أنهم حققوا متوسط درجة النجاح كما يمكن أن تكون درجة أكبر طالب متطرف بعيدة تماما عن المتوسط وبذلك يكون تفسير الدرجة ظالم لباقي الطلاب كما أن تحديد موقع الطالب بالنسبة لأقرانه ليس دليلا على تفوقه.

والنوع الآخر من الامتحانات هى امتحانات محكية تهدف إلى التأكد من مستوى التمكن وإتقان الموضوعات والمهارات التي يدرسها الطالب وتدل الدرجة على مدى تمكن الطالب من إتقان الموضوعات ويكون محك الأداء هو محك محدد ومعلن مسبقا مثل ٩٠ % ويستخدم هذا النوع في حالة التقويم المستمر البنائي بغرض الوقوف على مدي تمكن الطالب في موضوع معين قبل الانتقال للموضوع التالي بمعنى إذا حقق الطالب المستوى المحدد يمكنه الانتقال إلى الموضوع التالي ومن أمثلة هذا النوع ايضا امتحانات القبول في الجامعات وامتحانات التوفل. وبذلك فإن جميع الامتحانات التي تعقد نهاية العام أو الفصل الدراسي هى امتحانات معيارية المرجع يمكن من خلالها الحكم على أداء الطلاب وترتيبهم وفق النتائج الحاصلين عليها.

ومما لا شك فيه فإن هذه الامتحانات أذا ما أحسن بناؤها تكون عونا لكل من الطالب والمعلم وصانع القرار ولذلك ينبغي مراعاة
بعض المعايير المهمة عند إعداد الامتحانات مثل فكرة انتقاء بنود الامتحان ومستوى صعوبة المفردات ويشير معظم العلماء أن مستوى الصعوبة المناسب هو 0.5 أي 50 % وهو ما ينتج أكبر قدر ممكن من التباين أو التمايز بين الطلاب حيث يتم حساب التباين من خلال حساب حاصل ضرب مستوى الصعوبة × مستوى السهولة فيكون مستوى صعوبة وسهولة 0.5 هو أعلى درجة للتباين. وذلك مع ترتيب بنود الامتحان وفق مبدأ التدرج في الصعوبة بحيث تبدأ بأسهل البنود وتنتهي بالأكثر صعوبة. كما ينبغي تحديد وقت الامتحان بعناية فالامتحان الذي تنتهي الإجابة عليه في وقت أقل من المحدد يساعد على الغش وإثارة الفوضى أثناء الامتحان كما أن نقص الوقت قد يسبب حالة من الإسراعقد يسبب حالة من الإسراع في الإجابة مما يتسبب في ضعف جودة أداء الطالب كما أن عدم إعطاء الطالب الوقت المناسب للإجابة على الأسئلة يصيبه بالإحباط حيث أنه لا يمتلك الفرصة للتعبير عن نفسه . ومراعاة هذه المعايير يساعد على التقليل من الضغط النفسي والقلق الذي يعاني منه الطلاب في الامتحان ويزيد من ثقة الطالب في نفسه .

قد يعجبك ايضا
تعليقات