العقلية ليست حتمية، تغيير العقليات يمر بتطبيق القانون على الجميع. La mentalité n’a jamais été une fatalité
بقلم _كمال العكروت من الهوارية تونس
متابعة عبدالله القطاري من تونس
من منا لم يُعجب بنظافة المحيط بألمانيا ( أو غيرها من الدول) وانضباط شعوبها ومن منا لم يتمنّى أن تكون بلادنا على غرارها أو أجمل منها، من منّا لم يتساءل لماذا نحن هكذا، بل لماذا هكذا أصبحنا؟
إن سبب رقي عدّة شعوب يكمن فى حرصهم على تطبيق القانون واحترامه، بداية من المسؤولين أنفسهم ، فالناس فى الغرب مثلا اعتادوا على الالتزام باحترام القوانين والخضوع لها بداية من التصرّف في الأماكن العمومية، على الطرقات مرورًا باحترام المحيط ونظافته، بحيث لا تطغى النزوات والرغبات الشخصية على المصلحة العامة للمجتمع، وذلك من خلال تطبيق عقوبات رادعة على كل من يتجرأ على مخالفة القانون، ودون أي استثناءات لأحد أيًا كان منصبه أو مركزه.
إن فلسفة القانون لا تكمن فقط فى معاقبة من يرتكب مخالفات أو جرائم، بل تتمثل فى الردع أيضًا، تطبيق القانون لا يحقق معاقبة المجرمين فحسب، بل يمنع المواطن العادي من مجرد التفكير فى ارتكاب مخالفات أو جرائم خشية العقاب.
إنه من كثرة اعتياد المواطنين فى البلدان الغربية على احترام القوانين.. صار سلوكهم اليومي منضبطًا … وعلى الجانب الآخر فإن أغلب المواطنين فى بلادنا قد اعتادوا على الاستهانة بالقوانين وعدم احترامها، متخذين من بعض المسئولين قدوة لهم فى الاستهتار بالقوانين وعدم تطبيقها على أنفسهم وأهاليهم والمقربين منهم.
إذًا لماذا نستغرب من الفساد ومن الأوساخ التي تغمر كل مكان، ومن الفوضى على الطريق العام وفي وسائل النقل، ومن العنف بجميع أنواعه في كلامنا وتصرّفنا وحتى في نظراتنا .
رئيس مجلس إدارة جريدة القاهرية