القاهرية
العالم بين يديك

قراءة في رواية بائع الفستق للدكتورة ريم بسيوني

166

سهام سمير

بين فرحة أن تنهي كتابًا وتبدأ فيما يليه وبين إحساس  الافتقاد حين تودع الكتاب تتأرجح مشاعري..للكتب رائحة مميزة يعرفها من يعشق القراءة، تلك الرائحة التي لا تفارقك وتظل ذكرى ترتبط بالكتاب وصاحبه.. حين بدأت قراءة بائع الفستق، قلت أني  سأحصل على إجابة أول  سؤال يخطر ببال القاريء- فى نهاية الرواية:
ما سبب تسمية الكتاب؟ وماعلاقة العنوان بالموضوع؟
لكن دكتورة ريم كعادتها في كتاباتها لا تتركك للحيرة كثيرًا ولا تلعب على مشاعرك وأفكارك  حتى تصل إلى  كنه الحكاية بل تلقمك إياها قطعة قطعة وأنت  تذكر أنك كنت مكتفي ولا تشعر بالجوع، لكنك وأنت  تلتهم وجبتها الدسمة كأنه آخر  زادك أو كأنك صائم منذ دهور..
الفستق مثله مثل الجواهر، نادر، باهظ الثمن، ويصلح لمادة إغواء  رائعة.. حتى أن الكاتبة شبهت حباته المطلة من قشرتها على استحياء وفضول وصفًا دقيقًا..
الرواية تحمل في طياتها الرومانسية القضايا العربية العالمية..
صراع الحضارات والنظم السياسية المختلفة..
العرب المهووسون بالسياسة الممنوعون من ممارستها..
التناقض الذى يحيا فيه حتي المناضلين وأصحاب  المباديء..
البطل إقطاعي رأسمالي يقع فى حب شيوعية متمردة وثائرة ..
يعيش في لندن ويرتاح في مصر ويهاجر لأمريكا..
يتنقل بين البلدان والنساء والنظم السياسية والألعاب الإلكترونية ..
يضارب فى البورصة ويكسب ويخسر ويعود لنقطة الصفر..
يقابل في بداية الرحلة وفاء، التي تنتظره حتي يتم رحلته عبر القارات موقنة بعودته لم تفقد الأمل  ..
وفاء مدرسة التاريخ وخريجة الآثار  ..
ما علاقة الآثار  بالتاريخ يا وفاء؟
علاقة وثيقة نحن ننتمى للتاريخ بحضارتنا بتراثنا ..
تلك التركيبة الغريبة التي تجمع الشامي بالمغربي..
الرواية عبارة عن تشريح للمجتمعات الشرقية والغربية تشريحًا دقيقا من خلال عاداتهم وأكلاتهم وأثاثهم ونظمهم الاقتصادية والسياسية..غُزلت برقة من خلال قصة الحب التي للغرابة يتقاسمها ثلاث أطراف  الثابت فيهم هو أشرف  داوود والطرفان اللذان يشدانه بقوة في اتجاهين معاكسين وفاء- لبنى..
النهاية متسقة مع أحداث  الرواية ومع الشخصيات التي كانت مرسومة بدقة..
رواية مكتوبة بحب ودهشة وتفاصيل ممتعة.

قد يعجبك ايضا
تعليقات