بقلم/ سالي جابر
عن ذاك الوجع المكابد قلبي أتحدث، عن حبٍ أشتاق إليه لا أجده، عن رُوحٍ انتقلت بين رَوحٍ وريحانٍ وجنة نعيم، عن أنينٍ صار يكبت الأنين، الشجن المنطوي بين جنبات الفرح، بين عشيةٍ وضحاها اختفى صاحب الفرح، الفقد الأليم هو أن تستيقظ وتحمل هاتفك وتستخرج منه رقم من تحادثه دائمًا في ذاك الوقت وهو ليس معك، عن كلماتٍ ليست كالكلمات تتقاسمونها معًا، لم يكن الرحيل مؤقتًا بل كان مطاردة للنفس العصية أن تتحمله، وقتما رحلت يا أبي رحلت معك الابتسامة والسلام، رحل معك الحب والأمان، دونك لا يمكن أن تكون حياة، أنا هنا أقف أمام قبرك؛ أتلمسه وأقبل جبينك، أبكى أنين سنواتٍ طوال، أزرع النباتات حولك وأحادثها سرًا لتقص عليك كل شيء عندما أرحل، فأعود أراها مبتسمة وكأن هناك سر بينكما عني.
يا أبي، أترك لي مكانًا فارغًا جوارك، أريد أن أرقد هنا جوار جسدك الفاني، لا أريد الحياة الفارغة من الحياة، قد كنت حالمةٌ وأنا أتمسك بيدك أشد عليها لأعبر الطريق وأعبر الخوف، اليوم أجلس أمامك لأزيح سِتار العبوس عني، هنا أشعر بالأمان، عندك فقط أتأمل الهدوء والسكينة.
تجود عيني بحبك ليلًا ونهارًا، ويرطب لساني بذكراك في كل سجود، لا ترحل عن قلبي وغفوتي ومنامي، لا تحلو الدنيا إلا معك، أيعقل أن ترحل عن عالمي الوجودي وأعيش فيه !
لستُ بخير دونك، اشتاقت عيني إلى وجودك، حنينك، لمس زخات المطر معك، والرقص على سلالم الحياة بضحكات تشدو معها البلابل، طوقتني رسائل خوفي ومحى الخوف لقياك لا ترحل عني…لا ترحل.