القاهرية
العالم بين يديك
Index Banner – 300×600

قصر عابدين

113

 

تقرير _ علي البديوي

قصر عابدين، هو أحد أشهر قصور مصر التاريخية. شهد الكثير من الأحداث منذ العهد الملكي وحتى نشأة القاهرة الحديثة. يعد قصر عابدين تحفة تاريخية نادرة بالشكل الذي حوله إلى متحف يعكس الفخامة التي شيد بها القصر والأحداث الهامة التي شهدها منذ العصر الملكي وحتى قيام ثورة يوليو 1952،و يعد من أهم وأشهر القصور التي شيدت خلال حكم أسرة محمد علي باشا لمصر حيث كان مقراً للحكم من العام 1872 حتى العام 1952.
شهد القصر أحداثاً لها دوراً كبيراً في تاريخ مصر الحديث والمعاصر، كما أنه يعد البداية الأولى لظهور القاهرة الحديثة ففي نفس الوقت الذي كان يجرى فيه بناء القصر أمر الخديوي إسماعيل بتخطيط القاهرة على النمط الأوروبي من ميادين فسيحة وشوارع واسعة وقصور ومباني وجسور على النيل وحدائق غنية بالأشجار وأنواع النخيل والنباتات النادرة.
أمر ببناء القصر الخديوي إسماعيل فور توليه الحكم في مصر العام 1863، ويرجع اسم القصر إلى عابدين بك أحد القادة العسكريين في عهد محمد علي باشا وكان يمتلك قصراً صغيراً في مكان القصر الحالي فاشتراه إسماعيل من أرملته وهدمه وضم إليه أراضي واسعة ثم شرع في تشييد هذا القصر.
يحتوى القصر على قاعات وصالونات تتميز بلون جدرانها فالصالون الأبيض والأحمر والأخضر تستخدم في استقبال الوفود الرسمية أثناء زيارتها لمصر، إضافة إلى مكتبة القصر التي تحوى نحو مايقرب من 55 ألف كتاب. كما يحتوى القصر على مسرح يضم مئات الكراسي المذهبة وفيه أماكن معزولة بالستائر خاصة بالسيدات ويستخدم الآن في عرض العروض المسرحية الخاصة للزوار والضيوف.
ويوجد بداخل القصر العديد من الأجنحة مثل الجناح البلجيكي الذي صمم لإقامة ضيوف مصر المهمين، وسمي كذلك لأن ملك بلجيكا هو أول من أقام فيه، ويضم هذا الجناح سريراً يعتبر من التحف النادرة نظراً لما يحتويه من الزخارف والرسومات اليدوية.
ويضم القصر متحفا في غاية من الثراء التاريخي حيث كان أبناء وأحفاد الخديوي إسماعيل الذين حكموا مصر من بعده مولعين بوضع لمساتهم على القصر وعمل الإضافات التي تناسب ميول وعصر كل منهم، وقد تم ترميمه ترميماً معمارياً وفنياً شاملاً، وقد شملت هذه الأعمال تطوير وتحديث متحف الأسلحة بإعادة تنسيقه وعرض محتوياته بأحدث أساليب العرض مع إضافة قاعة إلى المتحف خصصت لعرض الأسلحة المختلفة التي تلقاها رؤساء مصر من الجهات الوطنية المختلفة.
أما المتحف الثاني بالقصر فهو مخصص لمقتنيات أسرة محمد علي باشا من أدوات وأواني من الفضة والكريستال والبلور الملون وغيرها من التحف النادرة. وقد ربط مجمع للمتاحف المتنوعة بخط زيارة واحد يمر من خلاله الزائر بحدائق القصر
الجدير بالذكر انه تعود قصة إنشاء القصر، حينما وجه أمبراطور فرنسا نابليون الثالث الدعوة إلى الخديوي إسماعيل للحضور باسم مصر في المعرض العالمي الذي أُقيم وقتها في العاصمة الفرنسية باريس، واستقبل الخديوي “إسماعيل” البارون “هاوسمان” الذي خطط لتطوير وإعادة بناء مدينة باريس، واصطحبه في جولة في أنحاء المدينة الأوروبية والتي تتميز بالشوارع الفسيحة والمتنزهات والحدائق المُنسَّقة والمباني الجديدة بطرزها المختلفة، حيث تأثر الخديوي اسماعيل وأدرك أنه من الضروري ان تصبح القاهرة كمثيلاتها من العواصم الاوروبية في الطراز المعماري وأقيم قصر عابدين على مساحة 15 فداناً، وتبلغ مساحة حديقته 19 فداناً.
ومع قرب الاحتفال الكبير بافتتاح قناة السويس أهم قناة ملاحية في العالم تربط بين الشرق الغرب، والذي تم إعداد الحفل لاستقبال ملوك الدول من أوروبا، ومن بينهم الإمبراطورة الفرنسية أوجيني في قصر عابدين، إلا أن القصر لم يكتمل وبالتالي تم إعداد فيلا عمر الخيام والتي أصبحت فيما بعد فندق ماريوت.
وتم بناء قصر عابدين على أطلال منزل قديم كان يملكه عابدين بك أحد أحد أمراء الأتراك، وكان يشغل وظيفة أمير اللواء السلطاني، وعند البدء في بناء قصر عابدين تم ردم عدة برك كانت موجودة وتم تسويتها بالأرض، كما تم شراء عدة مبانٍ ملاصقة للقصر وأُزيلَت، وخلال السنوات اللاحقة دأب الخديوي إسماعيل لعدة سنوات على شراء الأملاك المجاورة حتى وصلت مساحة الأرض إلى 25 فدانًا تقريبًا كما ورد في حجة ملكية القص
ويحتوي القصر على 500 غرفة، و5 قاعات كبرى للاحتفالات، تتضمن كل منها 100 قطعة من روائع الفن العالمي، كما يحتوى على قاعات وصالونات، ومسرح يضم مئات الكراسى المذهبة، وفيه أماكن معزولة بالستائر خاصة بالسيدات، يطلق عليها “الحرملك”، والسبب في التسمية أنها منطقة محرمة على الرجال الغرباء.

قد يعجبك ايضا
تعليقات