بقلم _ زينب عبد العزيز
كثيرا ماينتابنا الشعور بالدهشة عندما نرى شيئا ما أو شخصا ما لأول مرة ،و كأنك أمام مبنى ضخم عملاق جميل الشكل ، مثير لانتباه كل من نظر إليه …ولكن تعتبر دهشتك عزيزى أول مرحلة ، فلا تستطيع تقييم ما تم رؤيته بالفعل من خلال نظرك فقط… فكما قال سقراط “تكلم حتى أراك “وهنا ضبط حكمه على الآخر من خلال الكلام وليس من خلال النظر . فمن خلال حديثك معى نستطيع نحدد من أنت ؟؟ وماتحوى من أسرار..
والمرحلة الثانية هى التعامل الواقعى المباشر مع الشىء …فلن تتمكن بالفعل من تقييم الأشياء إلا من خلال التعامل معها على أرض الواقع..
فعند احتكاكك أولا بالأشياء تتدارك حقيقتها ومايكمن بداخلها …إذ ربما يكون الشكل أكثر من رائع والجوهر لايستحق الالتفات إليه.. وأيضا قد يكون الشكل رائع والجوهر أروع..وقد يكون أيضا على النقيض تماما من ذلك ..الشكل غير مثير للإنتباه ولكن الجوهر من ذهب ..
وقياسا على ذلك كذلك الطبيعة البشرية ، فعندما تلتقى بشخص ما لأول مرة قد يجذبك مظهره أو شكله ولكن ياعزيزى عندما تحتك به وتتعامل معه على أرض الواقع قد يحدث أحد الأمرين ؛ أولهما قد تتفاجىء بأن ذلك المظهر الرائع والشكل الجميل قد يحمل شخصا من ورق ..
وثانيهما هو من يبهرك بجمال ورونق جوهره …
فالأفعال والمواقف هى ما تحدد من أنت ؟ ومن ثم يتم وضعك فى قالب محدد المعالم والهوية.. ففى حياتنا اليومية نتعرض لكثير من المواقف التى قد ينشأ عنها أحيانا صراعات نفسية للشخص ، وأخرى مايتولد عنها الحب والود والأمل..وعندما يخطىء شخص ما خطأ عابرا ، فأول مايتبادر فى ذهنك أن تنصب له محكمة وتحكم عليه حكما قاسيا ؟؟؟؟هل ذلك من باب الرحمة والود ؟؟ فأين التسامح وأين الرحمة وأين الود ؟ وأين وأين وأين ؟؟؟؟؟
وعلى الجانب الآخر ، عندما يخطىء وتتصرف معه بلطف وود ورحمة ، هنا قد تكون كسرت الحاجز النفسى ، ويكون قد تولد لدى الشخص المخطىء ود وحب وتقدير وغيرها من القيم الإنسانية الإيجابية ..
فنادرا ماتصادف فى حياتك اليومية أشخاصا يأسرونك بطيب أفعالهم ومواقفهم ..فمواقفهم هذه مرآة تعكس معادنهم وأصلهم الطيب.
فتعلم أن تصبح انسانا بكل ما تحمله الكلمة من معنى ..
فكلمة انسان تحوى الكثير والكثير من القيم الاجتماعية السامية كالرحمة والود والتسامح والتغافل والتقدير وغيرها .
تعلم أن تصبح انسانا مع زميلك فى العمل ، وأن تعرف وتعى جيدا لحقوق وواجبات الزمالة .
تعلم أن تصبح انسانا مع جارك ، وأن تعرف وتعى حق الجار على جاره.
تعلم أن تصبح إنسانا مع والديك ، ولتعرف حقوقهم عليك جيدا .
تعلم أن تصبح إنسانا مع مرؤسيك ورؤساءك ..
فانسانيتك هذه هى التى تحدد من أنت؟؟؟؟
فمن أنت؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟