كتبت :نورهان حسام
عزيزي الرجل يبدو أنك أخطأت فهم الرسالة
لم يعطيك الله القوامة لتأخذ الحصة الأكبر من قطعة اللحم ولا لكي تجلس على الأريكة المريحة بمفردك، ولا لتذكر زوجتك كل يوم بالآية القرآنية الوحيدة التي تحفظها عن ظهر قلب “مثنى وثلاث ورباع”
لم يطلق عليك رجل عبثًا، هذه صفة
استيقظ من غفلتك، الرجولة صفة أيها الذكر المصون.
وجودك في هذا الكون ليس لمغازلة الفتيات ولا لمشاهدة مباريات كرة القدم ولا لشرب القهوة المانو، وجودك لحماية المرأة وأن تكون عون لها.
لم تخلق سهوا من ضلعك، خلقها الله منك ليس لمعايرتها بذلك ولكن ليكون جزء من روحها فيك، لتسكن إليك وتسكن إليها، لتظهر المودة والرحمة في قلوبكم.
نعم نحن النساء نخاف، نعم أبكي بمفردي، أضيع عندما تنقطع الكهرباء وتنهمر دموعي إن علا صوت أحدهم عليَّ، أتردد عندما يسألني أحدهم عن مشكلة ما، ولكن تعلم سرًا، جمود قلبك علمني عكس ذلك، علمني الاستغناء عنك، علمتني قسوتك أن أودع أنوثتي وأن أخلق بداخلي الرجل الذي أتمناه.
أصبحت أربت على كتفي عندما أحزن، وأشعل الضوء لأطمئن نفسي إن شعرت بالخوف.
صوتي أصبح أجش لأخيف من يريد التعدي عليَّ، تعلمت كيف أصوب السلاح نحو أحدهم إن لزم الأمر.
تعلمت كيف أكون قوية بمفردي، لن تضعفني أنوثتي مرة أخرى.
لن أكون محل سخرية منك لأنني أنثى، يوجد داخلي الضعف والقوة، ولكنني أظهر ضعفي لأشعرك بقوتك، لأنني أريدك معي.
تعلم أمرًا، خلقنا الله أنا وأنت معًا فلماذا أبتعد عنك وتبتعد عني، أحتاج إلى رفقتك بي، أحتاج لدلالك، أحتاج لرزانة عقلك وأنا في نوبة غضبي.
رفقا بي فقد أوصاك نبيك رفقا بي!
أستطيع التحدث مع الكهربائي ورجل الغاز وصاحب المخبز ولكنها مهمتك أنت، أتتركني للعيون تتفحصني؟
يمكنني حمل الصناديق الثقيلة ووضع الستائر في مكانها والمذاكرة للأولاد ولكن ألن تشاركني؟
لا أريدك ذكرًا أريدك رجلا.
سأرتدي قناع القوة وإن سألتني عن أنوثتي سأسألك عن رجولتك؟!
دعني أقوم بدوري ودورك حتى تصحو من غفوتك ولكن لا تطل الغفوة فربما يقسى قلبي واستغنى عنك، لدي مخزون من القوة ولكن هل لحاجتك إليَّ حل؟
دعك من تلك المفاهيم الخاطئة، فلتذهب العادات إلى الجحيم.
ضع حدًا لعجرفتك، تناسى أنانيتك.
عد معي إلى حيث الفطرة فلا نحتاج سواها.
رئيس مجلس إدارة جريدة القاهرية