صمود الشيخ جراح من صلاح الدين حتى اليوم
كتب د. محمد صلاح
القدس عاصمة القداسه في العالم فهي مدينة يقدسها ثلثا سكان الأرض و هي المدينة الوحيدة التي ترتبط بها الرسالات السماوية الثلاث اليهودية والمسيحية والإسلام هاجر إليها ابراهيم الخليل قادما من أرض بابل بالعراق ومنها هاجر آل يعقوب إلى مصر سنه 1656 قبل الميلاد وعبر موسي البحر إليها لكنه توفي قبل أن يدخلها واتخذها نبي الله داود عاصمة لدولته وخلفه عليها سيدنا سليمان وكانت المدينة مسرحا لدعوة سيدنا زكريا ويحيى ومن بعدهما المسيح عليه السلام ومنها عرج بسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم الى السماء ليلة الإسراء والمعراج .
قداسة المدينة لدى اليهود لم تتجلى بمعلم تاريخي واحد إذ أن آخر اتصال لهم بها كان عام 135 ميلادي حيث أخمد الامبراطور ( هادريان ) ثورتهم وحطم المدينة ولم يترك لهم فيها حجرا على حجر وغير إسمها إلى إيليا .
بينما توجدفي المدينة المقدسة عشرات الكنائس المسيحيه اهمها على الإطلاق كنيسة القيامة قبلة حج المسيحيين وعلى مقربة من كنيسة القيامة يوجد دير السلطان بمكانته التاريخية كما يوجد بها قبر السيدة مريم داخل كنيسة الجيسمانية بجبل طور زيتا . كما توجد في كل زاويه من المدينة المقدسة تشمخ المآذن والقباب ويتوجها المسجد الأقصى أول القبلتين وثاني الحرمين .
وقد تعرضت القدس للغزو والتدمير على يد الفراعنه واليهود و الأشوريين والبابليين والفرس واليونان والرومان إلى ان فتحها المسلمون صلحا عام 636 ميلادية واستمرت القدس في كنف الدولة الإسلامية إلى أن جاءتها من أوروبا الغزوات الصليبية
واستمرت لمده 90 عاما إلى أن تحررت على يد القائد المسلم صلاح الدين الأيوبي ومع الحرب العالمية الأولى و سقوط الخلافه وقعت القدس بيد الانتداب البريطاني ووقف المندوب البريطاني أمام قبر صلاح الدين بدمشق وقال ( ها نحن نعود إلى هنا مرة أخرى يا صلاح الدين ) وعمل الانتداب البريطاني على تسهيل قيام دولة صهيونية احتلت شطرا من المدينة المقدسة عام 1948 وطردت سكانها بمجازر لا تمحى من الذاكرة وفي عام 1967 احتل الصهاينه كامل اجزائها واعلنوها عاصمه لدولتهم .
واليوم تطل علينا صور محاولات العدو الصهيوني إخراج سكان حى الشيخ جراح لإقامة مستوطنة لليهود والشيخ جراح هو الأمير حسام الدين بن شرف الدين عيسى الجراحي طبيب صلاح الدين الأيوبي وتعمل إسرائيل للسيطرة على حي الشيخ جراح في إطار عملية تهويد القدس كما أن الحي يربط بين القدس الغربية والجامعة العبرية كما يسعى نتنياهو إلى استغلال القضية لتحسين وضعه السياسي المهتز بقوة ولكن المدينة ستظل صامدة بصمود أهلها يواجهون المحتل بكل العزم والصبر بأشجع ابتسامة أمام آله تستخدم كل القمع وكل الدمار وستظل القدس صامدة بدعم أبنائها الحالمين بعودتها وعزتها وحريتها ستبقين يا قدس عصية على الاقتلاع ما دمت مسكونة بقوم لا ينسون هويتهم ستبقين عصية على الاقتلاع ما دمت تسكنين في قلوب أهلك مهما حاول العدو لن يستطيع تغيير وجهك المشرق الذي يسكن تلك القلوب والضمائر .
