القاهرية
العالم بين يديك

لمة العيلة على جسور التواصل الاجتماعي

195

 

بقلم السيد عيد ـــ ريشة غادة مصطفى

اليوم الثانى.. منظر زينة رمضان بعد ما أحضر سيد أفندى وأبنائه الخيط والزينة وعلقوا الفانوس في البلكونة فى جو من البهجة والفرح .

 

رمضان يعنى لمة العيلة ومع مدفع ثانى يوم رمضان ، وبعد صلاة العشاء والتراويح،

جلس سيد أفندى يسترجع ذكريات رمضان التى تفوح منه رائحة النفحات والحنين وروحانيات الشهر الفضيل وأبنائه الثلاثة يمسكون بهواتفهم المحمولة هو فى واد وهم فى واد آخر ، فكر سيد أفندى أن يحرمهم من هواتفهم التى هى أعز مقتنيات المراهق وهو أقسى عقاب له،أو يراقب تلك الهواتف للإطمئنان على أبنائه ولكنها مزودة بنظام حماية متقدم وارقام سرية معقدة تمنع سيد أفندى من الولوج لمحتوى الهواتف، شعر الأبناء بغضب سيد أفندى فأغلقوا هواتفهم وأنصتوا له فأخذ يتحدث عن لمة العيلة حوالين طبق كنافة وطبق قطايف وفوازير نيلي وشريهان وفطوطة، وبوجي وطمطم، وبكار عندالإفطار،وابتهالات وتواشيح النقشبندى وقرآن المغرب بصوت محمد رفعت.

ولعب الكرة في الشارع والدورة الرمضانية..والمسحراتى وهو ينادى على الناس اصحى يا نايم وحد الدايم رمضان كريم، ونور الفوانيس تضيئ ليل الشوارع المظلمة.

كنا نجتمع أولاد وبنات ونلعب بالفوانيس ونضع فيها شمعة، ونلف الشوارع ونغني “رمضان جانا”، “هاتوا الفوانيس ياولاد”، فلا أحد يشعر بلذة الصوم والإفطار وهو بعيد عن أسرته.

سيد أفندى انتابته حالة من الحزن على ما وصلنا إليه فقد أصبحنا أشبه بالجزر المنعزلة فلمة العيلة قلت بنسبة كبيرة، التكنولوجيا أثرت عليها واقتصرت التهاني بشهر رمضان عن طريق الفيس بوك والواتساب، بعد أن عيشنا فى عالم موازى..عالم منعزل وفجأة هاتف بسملة ابنة سيد أفندى يرن مكالمة فيديو ولم تتوقع بسملة أن يكون المتصل خالها المسافر من سنوات كثيرة بالخارج يتصل ليهنئهم بقدوم شهر رمضان وقتها تأكد سيد أفندى أن الهاتف الذكي وفر جسورا لامتداد الصلة والمحبة والود، والذى يعتبر بديلا مؤقتا للتواصل مع الأهل والأقارب والأصدقاء فى ظل وجود جائحة كورونا،

 

ومع الفائدة التى لا ننكرها للهاتف الذكى ووسائل التواصل الاجتماعي يجب أن يخصص أفراد الأسرة وقتاً بدون استخدام الهواتف الذكية لرجوع لمة العائلة سواء كانت حول التليفزيون أوتناول الطعام أو للسمر حتى لا ينشأ الشباب منعزلاً عن أسرته ومنعزلاً عن الواقع .

وعلى الرغم من كل حالات الحزن على غياب الأجواء الرمضانية،إلا أن الجميع فرح بإقامة صلاة التراويح في المساجد، فرحة تنثر بهاءها في كل الحارات والبيوت.

تعالوا نرجع الخير اللى جوانا..تعالوا نرجع ذكريات رمضان

تعالوا نرجع لحضن أهلينا ونخلق الأمان والونس والدفء تعالوا نرجع لمة العيلة.

رمضان كريم

قد يعجبك ايضا
تعليقات